بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة على سيدنا و حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
للمعاصي آثار قبيحة مذمومة ، مضرة بالقلب والبدن في الدنيا و الآخرة ..........
=== 1 – فمنها حرمان العلم ============================
فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور.
وقال مالك للشافعي : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية
فقال الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ---------- فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال : اعلم بأن العلم فضل ---------- وفضل الله لا يؤتاه عاصى
=== 2 – ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله==========
وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلاً ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأكمالها.
=== 3 – و منها وحشة تحصل بينه وبين الناس==================
وحشة تحصل بينه وبين الناس ولا سيما أهل الخير، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم، وحرم بركة الانتفاع بهم، وقرب من حزب الشيطان بقدر ما بعد من حزب الرحمن.
=== 4 – ومنها تعسير أموره ============================
فلا يتوجه إلى أمر إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه.
فمن عطل التقوى جعل الله له من أمره عسراً.
=== 5 – ومنها ظلمة يجدها في قلبه ========================
ظلمة يحس بها كما يحس بظلمة الليل ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية
لبصره فإن الطاعة نور و المعصية ظلمة ، وكلما ازددت الظلمة قويت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلوا الوجه و تصير سواداً حتى يراه كا أحد.
=== 6 – ومنها توهن القلب والبدن ========================
بالنسبة للقلب فأمر ظاهر بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية.
وأما وهنها للبدن فالفاجر فإنه و إن كان قوي البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة.
فتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم ، وقهرهم أهل الإيمان بقوة قلوبهم.
=== 7 ــ ومنها أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته =============
فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور ينقصه ، وسر المسألة أن عمر الإنسان مدة حياته ، ولا حياة له إلا بإقباله على ربه ، والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته.
=== 8 ــ ومنها أن المعاصي تزرع أمثالها =====================
ويولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها و الخروج منها ، كما قال بعض السلف : إن من عقوبة السيئة: السيئة بعدها و إن من ثواب الحسنة: الحسنة بعدها.
=== 9 ــ ومنها أنها تضعف القلب عن إرادته ===================
و هو من أخوفها على العبد ، فتقوى فيه إرادة المعصية و تضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ عن قلبه إرادة التوبة بالكلية.
=== 10 ــ ومنها أن ينسلخ من القلب استقباح المعصية =============
فتصير له عادة فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ، ولا كلامهم فيه ، و يحدث بها
من لم يكن يعلم أنه عملها ن فيقول : يا فلان عملت كذا و كذا ...
=== 11 ــ ومنها هوان العبد على ربه =======================
فيسقط العبد من عينه سبحانه ، قال الحسن البصري :هانوا عليه فعصوه ، ولو عزوا عليه لعصمهم . و إذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد ، كما قال تعالى :
<< ومن يهن الله فما له من مكرم >> سورة الحج الآية 18
وإن عظمهم الناس في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من سرهم فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه .
=== 12 ــ ومنها أن المعصية تورث الذل =====================
فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى ، قال تعالى :
<< من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً >> سورة فاطر الآية 10
و كان من دعاء بعض السلف : اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك .
=== 13 ــ ومنها إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها ===============
فكان من الغافلين
=== 14 ــ ومنها يدخل تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ========
=== 15 ــ ومنها حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم =========
و دعوة الملائكة ، فإن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه بأن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات
قال تعالى :
<< لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ، أصحاب الجنة هم الفائزون >> سورة الحشر الآية 20
منقول للفائده