اللغز المحير ..... لماذا في حالة صعود الاقتصاد العالمي ....يتم الصعود علي مراحل تدريجيآ ....؟.
والعكس صحيح ... عند الانهيار والنزول يتم ذلك بسرعة ... خلال ايام ... لماذا ..؟.
اليوم الثلاثاء الموافق ا / ٩ / ٢٠١٥ م .... شهر سبتمبر .... شهر التوقعات .... وللاسف سبقت هذا الشهر احداث
اقتصادية سيئة وهزات مالية مدوية ... مما عزز المخاوف لدي كثير من اصحاب القرار الاقتصادي ..... وعند كثير من الناس ... أن ......!.
الأسوأ .... قادم .... الا ما رحم ربك ...!.
لماذا .... ؟.
كما قنا البناء يحتاج الي وقت طويل لبنائه .... ولكن هدمه وانهياره يمكن ان يتم في ثوان ..... كذلك الحال في الاقتصاد ... فعند الصعود تحتاج الي اكثر من رافعة لترفع وتسحب الاقتصاد الي الاعلي ..... بينما في النزول ... كل ما تحتاجه .... هو ان تسقط فجأة من اعلي ... بأسرع مما تتوقع ... لان هناك عامل واحد فقط لتنهار ... هو الانهيار .... اذا حدث يحدث فجأة ... وينتهي كل شيئ .... ولهذا ... يطلق علي عملية الانهيار الاقتصادي ... معركة يسقط فيها ضحايا كثير .... ولكن لا يوجد دماء في الشوارع .... وإنما توجد خسائر مالية لا تقدر بثمن ... قد يصعب تداركها او تعويضها في القريب العاجل ...!.
الانهيار الاقتصادي .... كالطوفان ... يجرف الآخرين معه ... بسبب عالمية الاقتصاد العالمي ... مجرد ما ان ينهار أحد الاقتصاديات الكبري في العالم ... امريكا .. أوربا ... الصين ... اليبان .... الخ . تمتد الموجة الي الاقتصاديات الآخري في العالم ... وأكثر الدول تضررآ ... هي الدول التي تعتمد علي تصدير محصول او سلعة واحدة ... كالنفط او القطن .... فتكون مثل هذا الدول عرضة لخسارة ... مزدوجة ... انخفاض الطلب علي السلعة الواحدة من جهه وانخفاض سعرها من جهه اخري .... وهذا ما حصل للدول المصدرة للنفط الخام ... انخفض الطلب العالمي علي النفط ... وفي نفس الوقت انخفضت أسعاره بشكل كبير جدآ ... تضررت منه جميع ميزانيات الدول المصدرة للنفط فتحولت من الفائض الي العجز ... ومن له الي منه ... دول مديونة ... تبحث عن مقرضين لها ...!.
ولنضرب مثال .... عن ماذا يحصل في حالة الذعر عندما يحدث الانهيار .... في حالة الصعود ... الناس تصعد تتابعآ وعلي مراحل ... ولكن في حالة الذعر بندفع الناس جميعآ فجأة نحو باب الخروج ... وهنا تحدث الكارثة ..!.
فالناس تدخل ملعب كورة القدم تباعآ من قبل بداية المباراة بساعات .... وفجأة وهم يشاهدوا المباراة في الملعب حدث انفجار ... أدي الي انهيار جزأ من المدرجات ... فاندفع الناس جميعآ من كل صوب هربآ من الكارثة الي كارثة الخروج جميعآ من أبواب الخرج التي لا تستوعب الخروج الجماعي المفاجئ .... فيحصل التكدس ويموت الناس تحت الأقدام ....!.
وهذا بالضبط ما يحصل في أسواق المال والاوراق المالية في العالم ... وبالذات في أسواق الاسهم ... بورصة الاسهم في العالم ... فبمجرد الشعور بان هناك من يحاول الخروج ... فيتبعه الآخرين ... يبدأ السوق في الانخفاض اي تبدأ أسعار الاسهم في الانخفاض ... ومعروف ان سوق الاسهم يعمل عكس سوق السلع والخدمات ... اي عند هبوط الأسعار ... تبع ولا تشتري الاسهم ... وفي حالة الارتفاع ... تشتري ولا تبيع الاسهم ... والسبب معروف ...!.
وهنا تبدأ مرحلة الذعر ... فتدفع بالجميع للاسراع بالخروج من السوق قبل ان تنهار الأسعار اكثر ... وهذا بدوره يزيد من الضغط علي الأسعار ... فتهوي الي القاع .... وَمِمَّا يزيد من البلوة والمشكلة ... ان البنوك تضغط علي عملائها الذين اقترضوا بضمانة الاسهم ان يبيعوا .. تلك الاسهم بسرعة لتلافي المزيد من الخسائر .... وتستمر لعبة شد الحبل ... الي ان يعجز المتورطين في مصيدة الديون للبنوك ... بالبيع بأي ثمن ... فتزداد الخسارة ... وتمتلآ الشوارع بالضحايا ... ضحايا الافلاس المفاجئ ... الذي يشبه السونامي الذي يهجم فجآة والناس تلهوا وتلعب ..!.
فيجرف الجميع الي مقبرة جماعية .... !.
ما هو المطلوب .... لتجنب العاصفة ...؟. او علي الأقل تقليل الخسائر .. بقدر الإمكان والمستطاع ...!.
لا ينجوا ... من العاصفة المالية ... الا من كان يستثمر بأمواله الخاصة ... ولم يقترض من البنوك ... ولا يحتاج هذه الأموال المستثمرة في الاسهم .. في أوقات الأزمات ... فهذا يعتبر من الناجين .. وهو في أمان من تقلبات الزمان ..!.
اما المقترضين من البنوك ... والمحتاجين للاموال في اوقات الأزمات ... فعليهم العوض ... سيكونوا هم ضحيا الأزمة ..
الأيام القليلة القادمة ... تحمل في طياتها ... عواصف وأعاصير ... مالية خطيرة جداً .... لا ينجوا منها ... الا من عمل قبل العاصفة ... ووزع استثماراته ... علي عدة مجالات وأنواع مختلفة .... منها الاستثمار في شهادات الذهب
والعقارات ... والقطاع الزراعي .... الي جانب الاستثمار في عدد من الاسهم موزعة علي عدة شركات .. وليس شركة واحدة .... وعمومآ ... ستنجلي العاصفة علي خير ... وتعود الأمور الي طبيعتها كما كانت ... وتلك الأيام نداولها بين الناس ... فان عدتم عدنا ... وكان موعدنا السوق بعد العاصفة ... لمن نجي منها وبقي علي قيد الحياة ... ولم يموت ماليآ بالإفلاس ... ولكن حافظ علي سفينته من الغرق بان ابحر عكس التيار الجارف والعاصفة ... لينجو من الغرق . وذلك بان يغير اتجاه شراع المركب ليبحر الي شط ألأمان ... ولا يجازف ويصر بان يغير اتجاه العاصفة فتجرفه معها
فيغرق .... ومن غير اتجاه المركب ووصل الي الجودي ... بر الأمان ... يستريح ... حتي تمر العاصفة علي خير ..... ثم يعاود الي الا بحار مرة اخري فيصطاد صيدآ ثمينآ ....بعد العاصفة ....!.