بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
رَبِّ اغْفِرْ لِيَّ وَلِوَالِدَيَّ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرَا
اللهمَّ ارْزُقْنِي الْفِرْدَوْسَ الأعلى مِنْ غَيْرِ عِتَابٍ ولا حِسَابٍ ولا عَذَابْ
(كـــتـــابُ الـــْـعِـلــْم)
( باب: فَـــضْـــلِ مَـــنْ عَـــلِـــمَ وعَـــلَّـــمَ )
-----------------------
عَنْ أَبِي مُوسَى – رضي الله عنه – عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتْ الْمَاءَ، فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتْ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ".
* رواهـ الـبـخـاري.
(فتح الباري بشرح صحيح البخاري)
قَوْله: (الْهُدَى): أَيْ: الدَّلَالَة الْمُوَصِّلَة إِلَى الْمَطْلُوب.
وقَوْله: (الْعِلْم): الْمُرَاد بِهِ: مَعْرِفَة الْأَدِلَّة الشَّرْعِيَّة.
قَوْله: (الْكَلَأ): يُطْلَق عَلَى النَّبْت الرَّطْب وَالْيَابِس مَعًا.
قَوْله: (وَالْعُشْب): يُطْلَق عَلَى النَّبْت الرَّطْب فقط.
قَوْله: (أَجَادِبُ): جَمْع جَدَب بِفَتْحِ الدَّال الْمُهْمَلَة عَلَى غَيْر قِيَاس، وَهِيَ: الْأَرْض الصُّلْبَة الَّتِي لَا يَنْضُب مِنْهَا الْمَاء.
قَوْله: (وَأَصَابَ): أَيْ: الْمَاء، وَلِلْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَة (أَصَابَتْ): أَيْ: طَائِفَة أُخْرَى.
وَوَقَعَ كَذَلِكَ صَرِيحًا عِنْد النَّسَائِيِّ، وَالْمُرَاد بِالطَّائِفَةِ: الْقِطْعَة.
قَوْله: (قِيعَان): بِكَسْرِ الْقَاف، جَمْع قَاع وَهُوَ: الْأَرْض الْمُسْتَوِيَة الْمَلْسَاء الَّتِي لَا تُنْبِت.
قَوْله: (فَقُهَ): بِضَمِّ الْقَاف، أَيْ: صَارَ فَقِيهًا.
______________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________
وأسأل الله لي ولكم التوفيق
وشاكر لكم حُسْن متابعتكم
وإلى اللقاء في الحديث القادم