سبيل الفلاح
الحمد لله كما أمر، والصلاة والسلام على سيد البشر.
سبيل الفلاح هو :
كلام الله المُعجز المُتَعبد بتلاوته، أنزله الله تعالى على رسوله متواترًا؛
ليكون هداية وشفاءً للمؤمنين، وتحديًا للمعاندين، ومنهاجًا للمسلمين، في أسلوبه سهولة
وفي معناه إيضاح .. وفي بيانه إفهام .. وفي تعبيره دقة .. وفي نظمه تألقًا،
إن له لحلاوة .. وإن عليه لطلاوة .. وإن أعلاه لمثمر .. وإن أسفله لمغدق.
فمن أراد الاستقامة والسير في طرق مذللة ممهدة، ليس بها اعوجاج أو التواء،
فعليه بالقرآن، قال تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾[1].
يؤكد علماء النفس ضرورة تكوين الضمير وتنميته، وأن السبيل إلى ذلك هو قراءة الحكم وسماع المواعظ،
ونقول لهم: ما بالكم بحفظ كلام الله المعجز والتعبد بتلاوته؟ هل يتساويان؟
فالمتدبر للقرآن تنتابه حالة الهدوء وراحة البال ويشعر بنقاء سريرته وصفاء ذهنه ويقظة ضميره .
إن فهم القرآن والعمل بما فيه يؤدي إلى الاستقرار النفسي والتوازن الانفعالي والثبات العاطفي..
وهذا ما يجعل أصحاب القرآن أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعقلية،
بل يكاد ينعدم تعرضهم لاضطرابات نفسية.
أدرك أعداء الإسلام أن القرآن هو قوة المسلمين ومنبع عزهم،
وأن بقاؤه في أيديهم حيًّا نابضًا يؤدي إلى استعادتهم لقوتهم وازدهار حضارتهم .
الأمر الذي دفعهم إلى التأمر والتخطيط على تنحية القرآن الكريم من حياة المسلمين.
قال تعالى:
﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾[8].
بعض الشواهد على هذه المؤامرات الخبيثة
قديماً قال رئيس وزراء بريطانيا " مستر جلادستون فى عهد الملكة فيكتوريا "
فى مجلس العموم البريطاني بعدما حمل القرآن بيده
رافعاً صوته الغليظ الملئ بالحقد والكره الدفين للاسلام :
" يامعشر القوم..إننا لا نستطيع القضاء على الاسلام والمسلمين إلا بعد القضاء على ثلاثة أشياء
:صلاة الجمعة ، والحج ، وهذا الكتاب "يقصد القرآن الكريم"الكريم".
وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر،
وكان ذلك في ذكرى مرور مائة عام على استعمار الجزائر:
"إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية،
فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم".
وكان نشيد جيوش الاستعمار هو:
"أنا ذاهب لسحق الأمة الم لعونة لأحارب الديانة الإسلامية، ولأمحو القرآن بقوتي".
يقول المنصر وليم جيفورد بالكراف: "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب،
يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيدًا عن محمد وكتابه"
(صلى الله على نبينا محمد).
تلك بعض الشواهد التي تؤكد استهداف القرآن الكريم من قبل أعداء هذا الدين وهم كثر،
وقد تنبأ بذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - بتداعي الأمم علينا كما تداعى الأكلة إلى قصعتها...
ولكن هيهات هيهات فالقرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له، وهم يدركون ذلك أكثر من المسلمين ذاتهم،
ولكن العمل به والتحصن بأركانه والاسترشاد بما فيه من هدى هو الذي يسعى هؤلاء إلى تنحيته،
ومن المؤسف أن نعترف بأنهم قد نجحوا في ذلك إلى حد ما.
أليس ذلك يدفعنا إلى مواجهتهم، بإحياء القرآن في قلوبنا ..
وفي سلوكنا وفي حياتنا حتى تعود أمتنا إلى مجدها الزائل وعزها التليد.
لن تتخلف دولة دستورها القرآن، ولن يتدهور اقتصاد قوامه القرآن،
ولن ينحل شعب خلقه القرآن، ولن تهوى قوة أساسها القرآن.