نعم هناك سلبيات في تعليمنا نرجو أن تتلاشى في المستقبل، ولكن في المقابل هناك الكثير والكثير من الإيجابيات التي نحن بحاجة إلى إبرازها ومن ذلك وجود نخبة من المعلمين الوطنيين المتميزين والذين ساهموا بشكل كبير في تطوير مدارسهم لكي تكون قادرة على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المرجوة والتي رسمتها سياسة التعليم في بلادنا.
وأنا هنا سأركز على الأمور التي يعاني منها المعلمون المتميزون والتي تقف حجر عثرة أمامهم، لنجد أن هناك بعضاً من المعلمين المتميزين قد انخفضت مستوياتهم وانعدمت لديهم الرغبة في الجد والاجتهاد ومنهم من لم يتمكن من استخدام طاقاته ولهذا أسباب كثيرة منها:
1- بعض مديري المدارس يقومون باستغلال المعلم المتميز لنجد أنه يقوم بتكليفه بأعمال إضافيةداخل المدرسة تثقل كاهله وتعوقه عن أداء دوره الأساسي، وفي المقابل يتجنب بعض مديري المدارس تكليف المعلمين - غير المنضبطين - بأعمال تعتبر من المهام التي يجب أن يؤديها المعلم في المدرسة كالمناوبة والمشاركة في الأنشطة المختلفة التي تقيمها المدرسة وهذا بالطبع يعتبر اجحافا بحق المعلم المتميز الذي أضحى وقد أوكلت إليه جميع المهام!!
2- عدم حصول المعلم المتميز على التشجيع الكافي والذي يوازي الجهود التي يبذلها من
أجل خدمة الطلاب، خصوصاً إذا علمنا أن هناك معلمين متميزين ينفقون من مالهم الخاص في سبيل الحصول على ما يمكنهم من إيصال الأهداف التربوية والتعليمية إلى نفوس وعقول الطلاب، ومن ذلك شراء وسائل تعليمية متنوعة وذات فعالية، وتقديم الجوائز القيمة للطلاب المتميزينداخل الفصل كتشجيع لهم لمواصلة اجتهادهم.
3- بعض المدارس تعاني من نقص في الإمكانات الأساسية كالوسائل التعليمية
وغرفة التربية والبدنية وغرفة التربية الفنية وغرفة المكتبة المدرسة إلى غير ذلك
من المتطلبات الأساسية والتي تحتاج إليها المدرسة، ونقص كل ذلك يتسبب في
عدم تمكن المعلم المتميز من أداء الأدوار التي يسعى إليها والتي تخدم الطلاب بصفة مباشرة.
4- ضعف وعي بعض مديري المدارس بكيفية التعامل الايجابي مع المعلم المتميز.
وهذا يتسبب في الحد من نشاط هذا المعلم، فهذا النوع من مديري المدارس لا يدرك
ما يتوجب عليه القيام به تجاه المعلم المتميز من أجل تشجيعه ومساعدته لمواصلة نشاطه وتوفير ما يحتاج إليه داخل المدرسة.
5- ضعف وعي بعض أولياء الأمور حول الكيفية المثلى في التواصل مع المعلمين
وهذا يولد لدى المعلم المتميز إحباطاً وشعوراً بعدم تقدير الجهود التي يقوم بها تجاه طلابه.
فبعض أولياء الأمور يريدون من المعلم ان يقوم بكل شيء يخص أبناءهم، لنجد أن ولي الأمر يحمل المعلم المسؤولية كاملة في تدني مستوى ابنه، وهذا النوع من أولياء الأمور يجهل أن البيت هو شريك للمدرسة وأن على الأسرة متمثلة في الأب والأم مهمة متابعة الابن ومساعدتهفي استذكار دروسه وتوفير الأجواء الأسرية المناسبة التي يحتاج إليها الابن ليكون دور الأسرة مكملاً لدور المدرسة.
هذه بعض من الهموم الكثيرة التي يواجهها المعلمون المتميزون والتي تستوجب أن يتنبه لها المسؤولين في وزارة التربية والتعليم من أجل مساعدة المعلم المتميز والأخذ بيده لكي يكون قادراً على تجاوز كل ما من شأنه أن يحد من نشاطه أو يكون سبباً في تراجع مستواه000 وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين ..