سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
ابوفهد عسى المانع خير
( استغفر الله العظيم واتوب اليه )
فى يوم من الايام جلس مؤلف كبير امام مكتبة ممسكا بالقلم يفكر و بدأ يكتب : ”
فى العام الماضى قمت باجراء عملية ازالة المرارة و لازمت الفراش لمدة عدة اشهر كاملة
و بلغت الستين من عمرى فتركت وظيفتى و تم احالتى للمعاش فى دار النشر التى كنت سعيدا بالعمل بها
لمدة ثلاثون عاما كاملة و قد توفى والدى و رسب ابنى فى بكالوريوس كلية الطلب
و ذلك لانه قد اصيب فى حادث سيارة فتعطل عن الدراسة لعدة اشهر . وفى نهاية الصفحة كتب جملة :
” يا لها من سنة سيئة ! ”
دخلت زوجتة غرفة المكتب و قد لاحظت شرودة و حزنة فاقتربت منه و قرأت ما كتب فتركت الغرفة بهدوء
دون ان تقول ان شئ و بعد عدة دقائق عادت ممسكة بيدها ورقة اخرى وضعتها بهدوء جوار الورقة التى كتبها زوجها
من قبل فتناول الزوج الورق و بدأ قراءة ما كتبته : ” فى العام الماضى شفيت بفضل الله من الم المرارة التى عذبتك
لمدة سنوات طويلة و قد بلغت سن الستين و انت فى تمام الصحة و العافية و سوف تتفرغ من الان للكتابة و التاليف
و هى هوايتك وعشقك بعد ان تم التعاقد معك على نشر عدة كتب مهمة و عاش والدك حتى بلغ الخامسة و الثمانين
دون ان يسبب اى متاعب او اذى لاى شخص و قد توفى فى هدوء دون الم او امراض و نجا ابنك الوحيد من الموت
فى حادث سيارة و شفى بفضل الله دون اى عاهات او مضاعفات و ختمت الزوجة الورقة بجملة :
” يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السئ بامر الله “
قصة الصديق الحقيقى
يحكى أن صديقان سارا معاً فى صحراء جرداء لمدة يومين كاملين حتى أحرقتهما الشمس وتقرحت أقدامهم من سخونة الرمال وقسوتها،
وقد بلغ العطش والإرهاق من الصديقين مبلغة وأصبحا عاجزين عن إتمام رحلتهم وطريقهم،
فاقترح كل منهما طريقة مثلى للوصول فى وقت قصير الى مكان آمن وبه ماء عذب حتى يروا عطشهم وينعمون ببعض الراحة،
فتجادل الصديقان حول الطريقة فقام أحدهما بصفع الآخر على وجهة صفعة قوية ولم يكن من الثانى إلا ان كتب على الرمل عبارة : ”
تجادل اليوم مع صديقى فصفعنى على وجهى ” ، وتابعا السير معاً حتى وصلا الى مكان وجدا فيه الماء فشربا حتى ارتويا ونزلا للسباحة فى الماء،
وكان الشخص الذى تلقى الصفعة لا يعرف السباحة وقد أوشك على الغرق فهرع صديقة لإنقاذة وبعد نجانة أخرج الشخص الذى كان أن يغرق من جيبة سكينة
صغيرة وكنت على صخرة مجاورة له : ” اليوم صديقى انقذنى من الموت ” .فتعجب الصديق من فعل صديقة وقال له لماذا كتبت صفعتى لك على الرمل
بينما كتبت إنقاذى لك على الصخر ، فإبتسم الصديق وأجابة : لأننى نظرت الى صفعتك على أنها حدثاً عابراً فقمت بكتابتها على الرمل حتى تختفى سريعاً
بينما إنقاذك لى هو عمل كبير وأصيل فقمت بتسجيلة على الصخر حتى لا يتم محوة مع الزمن .
شكرآ لك على متصفحك المميّز .. أبوفهد
أسأل الله لكم الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب ,,,
الوزير الداهيه
ذات يوم دخل المستشار علي مولاه في قصره الفخم، فوجده غارقاً في تفكير عميق،
استئذن المستشار في الدخول وسأله عما يشغل باله وتفكيره لهذه الدرجة، فأجابه :
أنا أريد أن افرض ضرائب جديدة علي بعض البضائع في مملكتي بقيمة 10%
وبذلك بهدف تمويل خزائني التي تكاد أن تفرغ وينتهي ما بها من أموال وذهب،
ولكنني أفكر في رد فعل الناس في المملكة ورأيهم في هذا القرار وكيف سيتقبلونه،
فكر المستشار قليلاً ثم ابتسم في خبث وهو يقول : دع الأمر لي يا مولاي ولا تقلق تماماً .
جمع المستشار أعوانه وطلب منهم ان ينشروا في الاسواق وجميع انحاء المملكة اخبار واشاعات كاذبة
حول أن الحاكم سوف يقوم بفرض ضريبة جديدة علي جميع البضائع بمقدار 50%
وسوف تشمل هذه الزيادة السكر واللحم والتمر والقمح والشعير وكل البضائع الغذائية بالمملكة،
فضج الناس واشتد غضبهم وأخذوا ينتقدون علناً هذا الامر والزيادة المبالغة في الضرائب
وعبروا بكافة الطرق عن شخطهم وعدم رضاهم عن هذا القرار الظالم .
وكان الأعوان والمساعدين الخاصين بالمستشار ينقلون إليه ما يحدث بالأسواق
أولاً بأول ويتحدثون معه عن غضب الناس وسخطهم علي هذا القرار،
وفي الاسبوع الثاني طلب المستشار من أعوانه أن يقوموا ببث إشاعة جديدة
تؤكد الاشاعة الأولي السابق نشرها وأن القرار سوف يتم تطبيقه قريباً جداً،
أخذ الناس يصيحون ان هذا ظلم وأن الضريبة مرتفعة جداً،
ولن يقدر أحد علي تحملها وأن الفقر والغلاء سوف يصيب المملكة بالكامل،
ومن الظلم أن يتم رفع اسعار كافة الأطعمة بمقدار 50%
ولو كان الزيادة علي صنف واحد أو اقل من ذلك لهان الأمر .
عندها ذهب المستشار إلي الحاكم وقال له : لقد حان الوقت يا مولاى الآن يمكنك إصدار الأمر
بفرض الضريبة ودعني أعيد صياغة القرار .. كتب المستشار : تلبية لرغبات شعبنا
الريم ونزولاً عند رأيهم، فقد قررنا عدم إصدار الضريبة المرتفعة واكتفينا بفرض ضريبة بسيطة
بمقدار 12% فقط علي سلعة واحدة ..
حينها تنفس الناس الصعداء وأكثروا الثناء والدعاء للحاكم الحكيم
الذي يراعي شعبه ولا يثقل كاهلهم بالضرائب الكثيرة .