فى يوم من اﻷيام كانت هناك امرأه مسكينة مات زوجها ولها ابن صغير تعانى وتذوق من الوان العذاب من اجل تعليمه وتربيته
وكان شديد التعلق بأمه فكانت تحنو عليه بشده حتى انهى المرحلة اﻹعدادية وكان دائما متفوقا فى دراسته وكان هذا التفوق
يجعل اﻷم فخورة بأن تعبها وذلها اثمر بنتائج عالية وكانت دائما تذهب مع ولدها الى المدرسة .
وفى يوم رجع اﻹبن وكانت تبدو عليه عﻻمات الحزن والهم وكان يحاول إخفائها عن أمه ولكنها ﻻحظت عليه فسألته عن سبب حزنه
فتهرب منها وتكرر ذلك اﻻمر كثيرا كلما ذهبت امه معه ال...ى المدرسة فأصرت اﻷم ان تعرف سبب الحزن
فأجابها الولد فى خجل شديد بأن اصدقاؤه يسخرون منها ﻷنها بعين واحدة
وكانت المفاجأه للإبن حينما وجد أمه تبتسم وتقول الحمد لله يا بنى ان عيناك سليمتان وتكرر اﻷمر كثيرا
ومرت السنوات وتخرج الولد من المرحلة الثانويه وكان ترتيبه اﻷول على الجمهورية وكرمه وزير التعليم وكرمته وسائل اﻹعﻻم دون ظهور ﻷمه نهائيا
وشعرت اﻷم ان ولدها يبتعد عنها شيئا فشيئا بعد ان دخل كلية الطب حتى أنه كان يتركها بالشهور ﻻ يسأل عنهاوﻻ يعيرها إهتماما وتفوق الطالب كعادته
متناسيا السيدة التى عانت ليصبح هو كما هو حتى انهى الجامعة وكان اﻷول على كلية الطب وحصل علي بعثة إلى الخارج على نفقة الدولة
وبالفعل غادر البﻻد دون ان يرى أمه التى بدأت تظهر عليها عﻻمات الكبر والمرض وأصبحت غير قادرة على العمل والتى ذهبت لتسأل عنة عشرات المرات
حتى علمت انه سافر وتركها وحيدة تسأل الناس حق الدواء وكانت تكتب له خطابات فكان يرفضها وﻻ يقرأها ورجع اﻹبن وتعين معيدا فى كلية الطب
وأصدر تعليماته المشدده انه اذا حضرت تلك السيدة ﻻ تدخل من باب الجامعة وكان اﻹبن يعصر قلبه كى ﻻ يضعف فهو بين الحنين إلى أمه وبين الخجل من شكلها
وخاصة بعد أن عﻻ شأنه ومرت اﻷيام وكبرت اﻷم وكانت تأتى كل يوم خلف أسوار الجامعة لترى ولدها ثم تنصرف ممتلئا قلبها بالحسرة وخيبة امل
بعد أن علمت بأنه سيتزوج من إبنة رئيس الجامعة
فأرسلت إلي إليها خطابا وأوصتها أن تقرأه على ولدها الذى أصبح زوجا لها وذلك بعد أن اشتد عليها المرض ولزمت الفراش وكان نص الخطاب هو ......
ولدى الحبيب ونور عينى .....
قبل أن تسمع ما كتبته أريد ان أخبرك أنى أسامحك بعدد حبات الرمال وأيضا اريد ان اخبرك بشئ لم تعرفه طوال حياتك حينما كنت صغيرا
كنت تلعب مع أصدقائك فوقعت واصطدمت رأسك بشدة على حجر أفقدك إحدى عينيك فأسرعت الى المستشفى وقال لى الطبيب ﻻ فائدة فى عينك
إﻻ إذا تبرع أحد لك بعينه فأسرعت دون تردد فأهديت إليك عينى لترى انت نور الحياه وأظل أنا بعين واحدة لتخجل منى حين يشتد عودك وتكبر
ولو كنت ساعتها تحتاج إلى قلبى ﻷهديته إليك دون تردد فأنت اﻻن ترى بعينى ولكن حبيبى لى عندك عتاب هل أسأت إليك يوما؟ ... أهان عليك حضن أمك؟
..... أهانت عليك حسرتى ودمعتى التى تحرق قلبى؟ انا غير نادمة على تعبى وسهرى عليك ﻷن قلبى كان دائما يسامحك و
إنى أشهد الله وأشهد زوجتك الحسناء انى راضية عنك تمام الرضا وأريدك ولدى أن ﻻ تشغل بالك بى
فأنا بخير ما دمت انت بخير وأستودعك الله وأوصيك بأﻻ ترى بعينى إﻻ الحلال ..........أمك الحبيبة.
وبعد أن قرأت زوجته الخطاب نظرت إليه فوجدته منهارا من البكاء وأسرعا إلى أمه ليسترضيها فيجدها قد ذهبت إلى ربها وفارقت الحياه .
بسم الله الرحمن الرحيم ( وقضى ربك ان ﻻ تعبدوا إﻻ إياه وبالوالدين إحسانا (