صفحة 6 من 30 الأولىالأولى 12345678910111213141516 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 90 من 445
  1. #76
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً


    مـــأســــــاة يــــــــــــاســــــــــــر
    قصه حقيقية أوردها لكم من مصدرها كي يتعض أكثرنا ويتقى الله في أطفالنا.
    ولكن تذكر عندما تنزل دموعك أن لا تجعل أطفالك يعيشون نفس الطريق.
    ثلاثة أعوام هي تجربتي مع التدريس في مدرسة ابتدائية..
    قد أنسى الكثير من أحداثها وقصصها .. إلا قصة (ياسر) !!
    كان ياسر طفل التاسعة في الصف الرابع .وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع ..
    كان نحيل الجسم .أراه دوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس كثيراً ..
    كان شديد الإهمال في دراسته ،بل في لباسه وشعره ،
    دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق!
    حاولت مراراً أن يعتني بنفسه ودراسته فلم أفلح كثيراً
    لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا لوم أو تأنيب !!
    ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة صباحاً
    قبل طابور الصباح بساعة كاملة تقريباً .. كان يوم شديد البرودة ..
    فوجئت بمنظر لن أنســـــاه
    دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويا على بعضهما ..
    نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء لا تقي جسديهما النحيلة شدة البرد
    أسرعت إليهما دون تردد وإذ بي ألمح ياسر يحتضن أخاه الأصغر ( أيمن )
    الطالب في الصف الأول الابتدائي .
    ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه ويفركهما بيديه
    منظر لا يمكن أن أصفه وشعور لا يمكن أن أترجمه
    دمعت عيناي من هذا المنظر المؤثر
    ناديته : ياسر ما الذي جاء بكما في هذا الوقت ؟
    و لماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! ؟
    فازداد ياسر التصاقاً بأخيه
    و وارى عني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم
    التي فضحتها دمعة لم أكن أتصورها ضممت الصغير إليّ فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه
    أمسكت بالصغيرين فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبة
    أدخلتهما وخلعت الجاكيت الذي ألبسه وألبسته الصغير
    أعدت على ياسر السؤال : ياسر ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر ؟
    و من الذي أحضركما !؟
    قال ببراءته : لا أدري السائق هو الذي أحضرنا !!
    قلت : ووالدك
    قال : والدي مسافر إلى المنطقة الشرقيةوالسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي
    قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيف أخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت !؟
    لم يجب ياسر وكأنني طعنته بسكين بدأ ينظر إلى الأرض ويقول:
    أ... أم... أمي... أميـ... ثم استرسل بالبكى !!
    قال أيمن ( الصغير ) : ماما عند أخوالي !!!!!!
    قلت : ولماذا تركتكم .. ومنذ متى !؟
    قال أيمن : من زمان .. من زمان !!
    قلت : ياسر . هل صحيح ما يقول أيمن !؟
    قال : نعم من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها . وضربها .. وراحت وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !!
    هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارة المعاناة
    وبدأت أنا الآخر بالبكى ولكن حاولت أن أتمالك نفسي وأن أكظم ما استطعت
    و لكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت ولكن أمكما تحبكما .. أليس كذلك !؟
    قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس أبوي !! وزوجته !!
    ثم استرسل في البكاء !!
    قلت له : ما بكما ألا ترى أمك يا ياسر !؟
    قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ودي أشوفها لو مرة تكفى ياأستاذ !!
    قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟
    قال : كان يسمح بس من يوم تزوج ما عاد سمح لي !!!
    قلت له : يا ياسر زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !!
    قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا .. ودايم تسب أمي عندنا !!
    قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟
    قال : ما فيه أحد يتابعنا ..
    وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !!
    قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟
    قال : الخادمة .. وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !!
    وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !
    اغرورقت عيناي بالدموع فلم أعد استطيع كظمه.. !
    حاولت رفع معنوياته .
    فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !
    قال : أنا ما أبي منها شيء !
    قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟
    قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس و روحوا الآن للمدرسة ..
    وأخرجتني من الغرفة وأقفلتها !
    قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .
    قلت لياسر بعد أن أدركت عمق المعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور
    وسأعود إليكما بعد قليل خرجت من عندهما ..
    وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي ..
    ويقطع فؤادي ! ما ذنب الصغيرين !؟
    ما الذي اقترفاه ؟ حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !!
    أين الرحمة !؟ أين الضمير !؟ أين الدين !؟ بل أين الإنسانية !؟
    قررت أن تكون قضية ياسر و أيمن .. هي قضيتي !!
    جمعت المعلومات عنهما . وعن أسرة أمهما .. وعرفت أنها تسكن في غرناطة !!
    سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه !؟
    أفادني أنه طالما كتب له واستدعاه .. فلم يجب !!
    وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير ..
    قال عن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .
    وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصف الثالث !!
    عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !!
    حاولت الاتصال بوالده .. فلم أفلح .. فهو كثير الأسفار والترحال ..
    بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !!
    استدعيت ياسر يوما إلى غرفتي وقلت له :
    ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. و لنحاول أن نصلح الأمور مع والدك .. و لتبدأ في الاهتمام بنفسك !!
    نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عن المطلوب !
    قلت له : حتماً والدك يحبك .. و يريد لك الخير .. و لا بد أن يشعر بأنك تحبه ..
    و يلمس اهتمامك بنفسك و بأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !!
    هزَّ رأسه موافقاً !!
    قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. اجتهد في ذلك !!
    قال : أنا ودي أحل واجباتي . بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !!
    قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ
    قال : لايأستاذ أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !!
    صدقوني ..
    كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
    قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !!
    رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !!
    قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنت قليلاً سأعطيك مكافأة !! هي أغلى مكافأة تتمناها !!
    نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عن ماهيتها !!
    قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!
    ما كنت أتصور أن يُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !!
    لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً . و يقبض على يدي اليمنى ويقبلها
    وهو يقول : تكفى .. تكفى .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !!
    قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد ..
    قال : أعدك !!
    بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .
    وساعدني في ذلك بقية المعلمين
    فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ أو في حصة التربية الفنية ويساعدونه على ذلك !!
    كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!!
    ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !!
    استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر ..
    فوافق ..
    اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً ... فردت امرأة كبيرة السن ..
    قلت لها : أم ياسر موجودة !!
    قالت : ومن يريدها ؟
    قلت : معلم ياسر !!
    قالت : أنا جدته . يا ولدي وش أخباره .. حسبي الله على اللي كان السبب ..
    حسبي الله على اللي حرمها منه !!
    هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !!
    قالت : لحظة أناديها ( تبي تطير من الفرح ) !!
    جاءت أم ياسر المكلومة .. مسرعة .. حدثتني وهي تبكي !!
    قالت : أستاذ .. وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !!
    قلت : ياسر بخير .. وعافية .. وهو مشتاق لك !!
    قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !!
    قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) ودي أسمع صوته وصوت أيمن ..
    أنا من زمان ما سمعت أصواتهم !!
    لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !!
    يا لله .. أين الرحمة ؟ أين حق الأم !؟
    قلت : أبشري ستكلمينه و باستمرار ..
    لكن بودي أن تساعدينني في محاولة الرفع من مستواه ..
    شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. لنبعث بذلك رسالة إلى والده !!!
    قالت : والده !! ( الله يسامحه ) ..
    كنت له نعم الزوجة . ولكن ما أقول إلا : الله يسامحه !!
    ثم قالت : المهم . ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !!
    قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني ..
    لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !!
    قالت : أبشر !
    دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب ..
    قلت : ياسر .. هذي أمك تريد أن تكلمك !!
    لم ينبت ببنت شفه .
    أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي ...وقال : أمي .. أمي .. أمي ..
    تحول الحديث إلى بكاء !!
    تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. وشوقاً سكن قلبه !!
    حدثها .. خمسة عشر دقيقة !!
    أما أيمن ... فكان حديثها معه قصة أخرى ..
    كان بكاء وصراخ من الطرفين !!
    ثم أخذتُ السماعة منهما .
    و كأنني أقطع طرفاً من جسمي ..
    فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ..
    لكن لا تحرمني من ياسر و أخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !!
    قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها !
    قلت لياسر بعد أن وضعت سماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة
    مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية ..
    وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !!
    عاد الصغير .. فقبَّل يدي ..
    وخرج وقد افترَّ عن ثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !!
    قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!
    مضت الأيام وياسر من حسن إلى أحسن ..
    يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاً يعتمد عليه !!
    في نهاية الفصل الأول ظهرت النتائج
    فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكون ترتيبه
    بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب ...( السابع ) !!
    دعوته إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. وقلت له :
    نتيجتك هذه هي رسالة إلى والدك ..
    ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. وأرفقت بها رسالة مغلقة بعثتها لأبيه
    كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. كانت من عدة صفحات !!
    بعثتها . ..ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !!
    خالفني البعض ممن استشرتهم و أيد البعض !!
    خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !!
    ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرت بها دعت إلى كل ما سبق !!
    ذهب ياسر يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية
    بعد أن أكدت عليه أن يضعها بيد والده !!
    في صبيحة يوم الثلاثاء ..
    قدمت للمدرسة الساعة السابعة صباحاً ..
    وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئة و الهندام !!
    أسرع إليَّ ياسر . و سلمت عليه ..
    وجذبني حتى يقبل رأسي !!
    وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !!
    ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير ..
    ليتكم رأيتم الاعتزاز بوالده ..
    ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !!
    أقبل الرجل فسلم عليّ ..
    وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !!
    أردت الحديث معه فقال :
    أخي .. لا تزد جراحي جراح .. يكفيني ما سمعته من ياسر و أيمن
    عن معاناتهما مع ابنة عمي ( زوجتي ) !!
    نعم أنا الجاني والمجني عليه !! أنا الظالم والمظلوم !!
    فقط أعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !!
    بالفعل تغيرت أحوال ياسر و أيمن ..
    فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !!
    قال الأب وهو يودعني : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك !!
    قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي !!
    ــــــــــــــــــ
    أيها الأحباب :
    كم أحدث الطلاق من معاناة !!
    كم هم أمثال ياسر !! ووالد ياسر !!
    آهٍ .. كم أتمنى معرفة أخبار ياسر بعد عشر سنين من تركي لحقل التعليم !!!!
    رعاك الله يا ياسر .. وأصلحك .. وأقر بك عين والديك !!!!

  2. #77
    فعلا قصة قوية ومؤلمة لنشء كان ضحية طلاق الوالدين....كتب الله أجرك ابو فهد واسبغ عليك من نعمه التي لاتحصى ...تحياتي..

  3. #78
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة senseye مشاهدة المشاركة
    فعلا قصة قوية ومؤلمة لنشء كان ضحية طلاق الوالدين....كتب الله أجرك ابو فهد واسبغ عليك من نعمه التي لاتحصى ...تحياتي..

    ومن قال
    سعيد بتواجدك الكريم ونحفيزك
    دمت بخير وعافيه

  4. #79
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً


    هكذا تكون الأمهات...قصة رائعة ومفيدة !!!!

    آثر (فروخ) أن يستقر بعد أن صحب سيّده أمير خراسان في معاركه،
    اشترى بيتاً وتزوج مكتفياً بالعيش على ما بقي لديه من مال الغنائم،
    لكن حنينه إلى غبار المعارك ورايات النصر وصليل السيوف،
    لا يزال يداعب شغاف قلبه.
    انتهز يوماً نداء خطيب المسجد النبوي، يحض الناس على الجهاد،
    أعلن عن عزيمته وودَّع زوجته التي بادرته قائلة:
    ولمن تتركنا يرحمك الله أنا وجنيني هنا ؟
    فقال لها: لله ورسوله،
    لديك ما جمعته من الغنائم، أنفقي منها حتى أعود أو أرزق الشهادة.
    وضعت الزوجة مولودها، مليح الوجه وضَّاء الجبين، وسمته ( ربيعة )،
    بدت على مخايل الطفل علامات الذكاء فقررت الأم أن تسلم طفلها للمؤدبين،
    حفظ الفتى كتاب الله وأحاديث رسوله وكلما رأت الأم تفوّق ابنها
    أغدقت على المعلمين المال،
    لكن الحسرة تشعل القلب وهي ترى الأيام تُباعد
    بينها وبين زوجها الذي طالت غربته
    فقيل إنه أسير مرة، وشهيد أخرى فاحتسبته عند الله•
    يواصل ( ربيعة ) علمه، مقبلاً على حلقات العلم في مسجد مدينة
    رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ومازال الطالب يجتهد وذكره يرتفع حتى أصبحت له حلقة يُدرِّس فيها•
    في ليلة صيف عليلة النسمات، دخل المدينة فارس يلملم بقايا عقده السادس،
    في عينيه تساؤل وفي نظراته بحث، يُحدِّث نفسه:
    بقيت داره قائمة بعد هذا الغياب؟
    ماذا حلَّ بالزوجة!
    هل وضعت مولودها أم حدث لهم من أحداث الزمان حادث!!
    ثلاثون عاماً كافية لتغيير الملامح والمشاعر والمعالم.
    الوقت مازال مبكراً، بقايا المصلين من صلاة العشاء يغادرون المسجد النبوي
    وتزدحم بهم الطرقات،
    لماذا يمر الناس به ولا يلتفتون؟ هل نسيه الناس بهذه السرعة؟
    يسير الشيخ، يجتر أفكاره، سارحاً مع خيالاته حتى وجد نفسه أمام داره...
    دق قلبه شوقاً ورهبة من مفاجأة اللقاء.
    دخل من باب بيته الموارب، يدفعه شوق عارم لملاقاة الأهل.
    عندما سمع صاحب البيت صرير الباب، أطلَّ من نافذته،
    هاله أن يرى غريباً يجوس في صحن الدار،
    ركبه الغضب وتقدم من الشيخ ممسكاً بتلابيبه.
    أتقتحم عليَّ منزلي يا عدوَّ الله؟
    علا صياحهما، واجتمع الجيران.
    قال فروخ: ما أنا بعدو الله، هوِّن عليك إنما هذا بيتي،
    استدار يحدِّث الناس من حوله،
    هذا بيتي يا قوم، اشتريته بمالي، ألا تعرفونني!!
    أنا (فرّوخ)هل نسيتم فروخاً.
    استيقظت الأم، أطلت فرأت زوجها، أمعقول ما أُشاهد وأرى؟!
    هالتها المفاجأة،
    هل أنا في حلم؟
    عقدت الدهشة لسانها وما لبثت أن نادت ابنها بصوت مرتجف:
    دعه يا ربيعة، إنه أبوك يا ولدي وحذار يا عبد الرحمن أن تمسه بسوء،
    إن من يقف أمامك ابنك.
    أقبل الولد على أبيه والوالد على ابنه يضم أحدهما الآخر ويقبّله
    ونزلت ( أم ربيعة ) تسلم على ما احتسبته عند الله شهيداً لانقطاع أخباره.
    التمَّ شمل الأسرة، شمل الفرح الوالد والولد، ولم يشمل ( أم ربيعة )
    إذ كيف تفسر لزوجها ضياع أمواله وكيف تبرر له ذلك؟
    هل يصدقها أم تذهب به الظنون بعيداً؟!
    قطع فروّخ على زوجته شرودها قائلاً: جئتك بأربعة آلاف درهم،
    هات ما لديك حتى نضيف إليه هذا المبلغ ولنبحث لنا عن بستان نشتريه
    ونعتاش من غلته ما بقي لنا من عمر.
    لكن الزوجة تشاغلت عن سؤال زوجها ولاذت بالصمت.
    كرر ( فرّوخ ) طلبه: أين المال يا أم ربيعة! هاتيه نضمه لبعضه بعضاً.
    ردت أم ربيعة بارتباك: في مكان آمن، سآتيك به بعد أيام إن شاء الله.
    علا صوت المؤذن، نهض ( فرّوخ ) يتوضأ،
    سأل عن ابنه فأجيب سبقك إلى المسجد.
    وصل ( فرّوخ) إلى المسجد، وجد الصلاة انتهت، صلى المكتوبة،
    وبعض النوافل قبل أن يغادر المسجد.
    استوقف ( فرّوخ ) في طريقه مجلساً للعلم في صحن المسجد لم ير له مثيلاً.
    رأى الناس يتحلّقون حول الشيخ منصتين.
    حاول أن يتعرف إلى صاحب الحلقة فلم يستطع لبعده عنه،
    وما لبث أن أنهى الشيخ درسه ونهض الناس يتدافعون من حوله،
    يوصلونه خارج المسجد،
    فما كان من ( فرّوخ ) إلا أن استوقف أحدهم يسأله: من الشيخ أيها الأخ؟!
    رد الرجل مستغرباً:ألا تعرف صاحب الحلقة؟ ألست من أهل المدينة يا هذا؟
    قال فروخ: بلى من أهلها ولكني غادرتها من زمان بعيد.
    قال الرجل: لا بأس عليك إذاً، إنه أحد سادات التابعين، فقيه المدينة ومحدِّثها،
    ومن تلاميذه مالك بن أنس وأبي حنيفة النعمان، و...
    قال فروخ: لكنك لم تقل لي من يكون الشيخ.
    قال الرجل: إنه ربيعة الرأي.
    فروخ: ربيعة الرأي؟!!!
    الرجل: نعم، اسمه ربيعة، وكناه علماء المدينة بربيعة الرأي لسداد رأيه.
    فروخ: انسبه لي يرحمك الله فقد شوقتني...
    الرجل: إنه ربيعة بن ( فرّوخ ) المكنى بأبي عبد الرحمن،
    ولد بعد أن ذهب والده للجهاد وعمدت أمه تعليمه وتربيته.
    فاضت عيون ( فرّوخ ) شكراً وفرحاً وتدحرجت دمعتان ساخنتان على خديه
    ثم انطلق مسرعاً تجاه بيته لا يلوي...
    استقبلته زوجته وبقايا الدموع مازالت عالقة في عينيه،
    تسأله مدهوشة: مابك يا أبا عبد الرحمن، أحدث مكروه لا قدّر الله؟ خيراً؟!!
    فروخ: خيراً والحمد لله، لقد شاهدت ولدنا في مقام لم أحلم أن أراه به وهذه الدموع
    دموع فرح والحمد لله رب العالمين.
    هنا أضاءت عيون أم ربيعة وقالت باسمة: أيهما أحب إليك يا أبا ربيعة:
    الدراهم، أم ما رأيت عليه ولدنا ؟
    رد فرّوخ بلا تردد: ما رأيت عليه ولدنا يعدل كل أموال الدنيا.
    قالت أم ربيعة: لقد أنفقت المال على ما رأيت فهل طابت نفسك؟
    قال فروخ: نعم، والحمد لله على أن رزقني زوجة تحرص على العلم وتربي أولادها عليه،
    هكذا تكون الأمهات، وجزاك الله خيراً يا أمة الله.

  5. #80
    جهد وعمل جميل أبا فهد


  6. #81
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أنس2011 مشاهدة المشاركة
    جهد وعمل جميل أبا فهد


    أنت الاجمل والاميز

    تحياتي لك

  7. #82
    فريق المتابعة والاشراف
    نقاط التقييم  :  8867

    تاريخ التسجيل
    Mar 2013  
    المشاركات
    31,932  
    الزعيمه غير متواجد حالياً
    ( استغفر الله العظيم واتوب اليه )




  8. #83
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزعيمه مشاهدة المشاركة
    وأناملك على الأطراء

  9. #84
    قصص جميله جدآ ومعبره تسلم إيدك أخوي عبد العزيز وألف شكر لك على الإنتقاء الجيد ...@

  10. #85
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً


    الكلب والجزار

    يحكى أن جزارا كان ينظرنحو نافذة محله وإذا بكلب صغير يدخله عليه،
    فسارع إلى طرده وبعد مدة عاد الكلب مرة أخرى فنهره الجزار بشدة

    ولكنه فوجئ حينما رأى ورقة صغيرة في فم الكلب كتب عليها
    «لو تكرمت أريد فخذا من اللحم و12 قطعة من النقانق»!...
    وكان الكلب يحمل في فمه أيضا المبلغ المطلوب! دهش الجزار لما يراه،
    لكنه استجاب لما طلب منه، وعلى وجهه علامات الذهول.
    ووضع الطلب في كيس علق طرفه في فم الكلب.
    وبما أن وقت إغلاق المحل قد أزِف،
    فقد قرر الجزار أن يغلق محله ويتبع هذا الكلب العجيب
    وواصل الكلب مسيره في الطرقات يتبعه الجزار خفية،و
    كلما وصل الكلب إلى نقطة عبور مشاة وضع الكيس أرضا وينتظر بكل هدوء،
    ثم يعبربعد إضاءة الإشارة باللون الأخضر
    وعندما وصل الكلب إلى محطة للحافلات بدأ ينظر نحو لوحة مواعيد وصول الحافلات ،ب
    ينما الجزار يراقبه باستغراب، بل وازداد ذهوله عندما قفز الكلب إلى الحافلة فور وقوفها.
    لحقه الجزار - من دون تردد - وجلس على مقربه منه ،
    ولما اقترب الموظف المسؤول عن جمع التذاكر من الكلب
    أشار الأخير إلى تذكرة بلاستيكية علقت في رقبته ،
    واكتفى الموظف بإلقاء نظرة سريعة عليها ليواصل سيره.
    لم يصدق الجزار وباقي الركاب ما يرون.
    وعند اقتراب الحافلة من المحطة القريبة للوجهة التي كان يقصدها الكلب ،
    توجه إلى المقعد المجاور لسائق الحافلة وأشار إليه بذيله أن يتوقف.
    نزل الكلب بثقة كما ينزل ركاب الحافلات، فانطلق نحو منزل قريب ،
    حاول فتح الباب لكنه وجده مقفلا،فاتجه نحو النافذة وجعل يطرقها مرات عدة برأسه.
    في أثناء ذلك، رأى الجزار رجلا ضخما يفتح باب المنزل صارخا الكلب المسكين ،و
    لم يكتف بهذا ، بلوشاتما في وجه ركله بشدة كأنما أراد تأديبه.
    لم يتمالك الجزار نفسه من شدة قسوة المشهد فهرع إلى الرجل ليمنعه وقال:
    «اتق الله يا رجل في هذا المسكين فهو كلب ذكي جدا،
    ولو أن وسائل الإعلام علمت به لتصدر جميع نشراتها الإخبارية
    فأجاب الرجل بامتعاض شديد:
    «هذا الكلب ليس ذكيا بل هو عين الغباء،
    فهذه هي المرة الثانية في هذا الأسبوع التي ينسى فيها مفاتيح المنزل.
    هناك من يعمل بجد واجتهاد وبأمانة قد يكون همه إسعاد غيره
    لكنه للأسف لايجد التقديرأبدا أو على الأقل كلمة شكر..

    هذا حال بعض الناس تفعل الكثير من أجلهم لكن ...

  11. #86
    مليووووون شكر ابو فهد على الإمتاع ..
    لكن قهرني هاللي ضرب الكلب وقال عنه غبي ..
    تسلم ايدك .. يسعدك ربي دنيا وآخره

  12. #87
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم وافي مشاهدة المشاركة
    قصص جميله جدآ ومعبره تسلم إيدك أخوي عبد العزيز وألف شكر لك على الإنتقاء الجيد ...@
    ومن قال يسلم
    أطراء أشكركم عليه

  13. #88
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخوي مشاهدة المشاركة
    مليووووون شكر ابو فهد على الإمتاع ..
    لكن قهرني هاللي ضرب الكلب وقال عنه غبي ..
    تسلم ايدك .. يسعدك ربي دنيا وآخره
    هههههههههه

    ما أحد يلوم الكلب

    بس فيه ناس كذا

    أشكركم على تنوير متصفحي بتواجدكم فيه

  14. #89
    §§][][ عضو مميز جدا][][§§
    نقاط التقييم  :  1078

    تاريخ التسجيل
    Jul 2004  
    المشاركات
    13,602  
    abdulaziz1 غير متواجد حالياً



    ** من اجمل ما كتب بقلم الدكتور عائض القرني***
    الأنثى : كالقهوة ، إذا أهملتها أصبحت باردة ، حتى في مشاعرها ....
    عندما تصمتُ الأنثى أمامَ من تُحب ، تأتي الكلمات على هيئةِ دموع !! .
    الأنثى : في البداية تخاف أن تقترب منك ، وفي النهاية تبكي حين تبتعد عنها .
    قليل من يفهمها .
    الأنثى : لا تريد منكَ المستحيل ،
    هي فقط تريدك أن تكون مثل الرجل الذي تتمناه أنت لَشقيقتك ..
    الأنثى : إما كيد عظيم ، أو حب عظيم ! . وأنت من يحدد أيها الرجل ،
    فإن مكرت بها مكرت بك ،
    وإن أحببتها عشقتك
    الأنثى : تداوي وهي محمومة ، وتواسي وهي مهمومة ، وتسهر وهي متعبة ،
    وتحزن مع من لا تعرف ، .
    الأنثى : تُحِب أن تُعامل كطفلة دائماً مهما كَبُرت .
    لا 'تطرق' باب قلب الأنثى ، وأنت لا تحمل معك حقائب 'الإهتمام' .
    عندما تغار الأنثى : ارسم قُبلةً عَلى يديها ، دعها تشْعُر بأنها نعمةٌ من الله لديك .
    الأنثى : الهادئة ، الناعمة أكثر ضجيجًا بقلب الرجل .
    الأنثى : وإن قست ؛ فإنها لا تخلو من مشاعر العطف ، والرأفة . .
    لا يحتمِلُ جُنون الأنثى وغِيرتُها ، إِلا رجُلٌ أحبّها بِصدْق .
    ليس عيِباً ان يتعلم الرجَل من قلب الأنثى شيئا يجعله أكَثر إنسانية ، ورقة .
    الأنثىْ : تَخشىْ الخيانْة ، وَالفقدانْ ، وَالغيابْ ،
    ولا تسَتطيع بسهولة نسيانْ غائبْ أحَبته ،
    تظل تراقِبه منْ بعد .
    للأنثى : أن تربي طفلاً بلا أب ،
    لكن لا يمكن للرجل أن يربي طفلاً بلا أم .
    هنا روعه الأنثى .
    مَتى مآ كُنت 'رجُل' تكُن لك «امرأة» .
    مَتى مآ كُنت 'ذكَر' تكُن لك «أنثى» .
    مَتى مآ كُنت 'ملِك' تكُن لك «أميرة» .
    مَتى مآ كُنت 'عاشِق' تكُن لك «متيمة» .
    فلا تكُن 'لاشيء' وتُريدهآ أن تكون «كل شيء» !!
    عندمآ تُنفخ فيك الروح .
    ج/ تكون في بطِن اِمرأه .
    عندمآ تبكِي .
    ج/ تكون في حُضن اِمرأه .
    وعندمآ تعشَق .
    ج/ تكون في قلْب اِمرأه .
    رفقاً بهآ .. فالاُنثى أمانة ،، مآ خُلِقَت لﻹهانة .
    فلتحيا كل أنثي ... متزوجة ، أو عازبة ،
    أو مطلقة ، أو كانتّ أرملة .
    ستظلين امرأة لم يزدها الزوااج كرامة ..
    ولن ينقصها الطلاق أنوثة ..


  15. #90
    بارك الله فيك ابا فهد ومتعك الله بالصحة والعافية كما متعتنا بهذه القصص الجميلة....حفظك الباري وحفظ غاليك...تحياتي...

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •