..
مشاعرنا الإنسانية تفوق قدرتنا كثيراً، ولأجلها نحتاج ضعف العمر، وتتركز المشاعر ويتجلى الصدق بأسمى معانيه في لحظات وأوقات الغروب .. حين تصبح شمس الإنسان على أطراف العسبان.. ويحس أنه ملاقٍ ربه عز وجل، عمّا قريب، فتفيض نفس الشاعر بخلاصة الصدق، وعصارة العمر، لا نقول كأنها مشاعر مودّع، بل هي كذلك فعلاً، وصيِّة مودع، ومشاعره.. أمام الموت يتساوى الجميع ..
ومن القصائد الرائعة التي قيلت في آخر الدنيا وأول الآخرة :
يَا رَبِّ إِنْ عَـظُـمَتْ ذُنُـوبِيَ كَــثْرَةً
فَلَقَدْ عَلِــمْتُ بِأَنَّ عَفْـوَكَ أَعْـــظَـمُ
أَدْعُوكَ رَبِّ كَمَا أَمَـرْتَ تَضَــرُّعـاً
فَإِذَا رَدَدْتَ يَدَيْ فَـــمَنْ ذَا يَرْحَــمُ
إنْ كَـانَ لاَ يَـرْجُـوكَ إلاَّ مُحْـــسِنٌ
فَمَنِ الذِي يَرْجُو المُسِيءُ المُجْرِمُ ؟
مَا لِي إِلَــيْكَ وَسِيــــلَةٌ إلاَّ الرَّجَـا
وَجَمِــــيلُ ظَنِّيَ ثُــمَّ أَنِّيَ مُسْــلِـمُ