صفحة 41 من 66 الأولىالأولى ... 313233343536373839404142434445464748495051 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 601 إلى 615 من 977
  1. #601

  2. #602
    .
    جاء يشوف الحال كيفه بعـدما هـزه حنيـنه
    وقبل يسألني سألته .. كيف حالك يالحبيب
    قال انا كـني غـريب مضيع دروب المدينـه
    قلت انا كـني مدينه.. تنتظر رجعة غـريب

  3. #603
    .

    مساء الحزن .. ياهـاك الخـفـوق الذابل الحـيران !
    ........... مساء المزن .. وعيون السحاب ! ... وثرثرة غيمه !

    مساء الجرح .. لاردّت جروحك .. أربعة جدران !
    ........... مساء الفرح .. لانسنس هـواك .. وضمته .. ديـمه !

  4. #604
    الشتاء في عـيون دافئة





    من أبراج المثاليات، و(المدافئ)


    ومن فضاء الغنى (حيثُ الأنا، وأنتم والدفء الذي نلتحفه) لـ أزقة الفقر المتصدعة، ومنازله المتعففة..

    أبطال القصة فصول الشتاء الطويلة، في حنايا المشردين، والمعدمين..!

    وحلفاؤه من البرد، والجوع، والمرض..

    وفي أسفل الحاشية "طفل"

    كعادة الشتاء حين يحتضن لياليه ليبعث فيها روح الزمهرير؛ لتلد له ليلة سوداء،

    تشرق يوماً رماديّ اللون جافّ الطعم والهواء،

    كشبحٍ تربص بالأرض فطواها خوفاً وجوعاً وبرداً..

    لا شيء سوى السكون.. وعبث الريح ببعضِ رقاقِ الماعون،

    الناس مختبئة في القلاعِ والحصون، البعض منهم ألجأته ضرورة العمل للخروج؛

    والبعض في امتعاض..!

    قد زجت به أهمية الانتساب لزمرةِ البياضِ والسواد من طلاب وطالبات المدارس والجامعات في صقيع الشتاء وصباحه المتجمد، يمدّ تقلص قدميه على رصيفِ البرد ليطويه هو أيضاً، قابضاً يديه على بعض دفءٍ، ضامّاً بها صدره خوفاً من أن يسقط قلبه من زلزلة الارتجاف!

    خرجتُ في باكورةِ صباحي.. والزمهرير يخنقُ أنفاسي، ولسعاته تتسلل إليّ من تحتِ معطفي الوفير، أرتقبُ أن يعود سائق المركبة الناعس بمؤخرتها إليّ كي أذوب من تجمدي!

    أحكمت إغلاقَ الباب متفقدةً النوافذ، قبل أن أعود بظهري إلى الوراء لأستند دفئاً مخبوءاً لي هناك. وعلى جانبي الطريق أسرابٌ من المركبات وكتلٌ من الضجيج تُشعِرُ بمدى الحنقِ والضجرِ في كلِ من تنفسَ ذاكَ الصباح. ارتأى السائق أن يقود على جانب الطريق، ليطفئ ذاك الغيظ بانسكاب الروائح الزكية التي ترسلها المخابز والمطاعم مجاناً، وهناك أبت ذاكرتي إلا أن تلتقطَ صورة أصابَتها بالقشعريرة! وآثرت أن تحتفظ بها إلى الأبد.. لتوقظَ سباتاً يراودها بينَ فينةٍ وأخرى عن التفكر في نعم الله والحمد والشكر عليها، وأن فضّلنا على كثيرٍ من عباده تفضيلاً.

    "عينان دافئتان تلتصق بعدستيهما صورة متجمدة لطفلٍ نحيل"

    يتزمل شتاءَه الثاني عشر أو الثالث عشر، قابع على عتبةِ الرصيف برفقةِ أعواد الأراك فقط، هو لا يمسها ولا يقلّبها كالعادة فَـ يداهُ اليوم في شغلٍ عنها، توشِكُ أن تكسّر أضلاعه من قوة احتضانه لحناياه..!

    وكان قلبه سيقفز من بين ذراعيه وهو يتدثر رقاقَ المعاطفِ ورهيف الجوارب!

    يستجدي بعينه بضعَ أسياخٍ على حافة مخبز، يتنفسون الدفء برائحة القمح، ويترقبون طيران الأرغفة من جبّ التنور لتصل إلى مثواها قبل الأخير بين أيديهم..

    ها هو أحد الفائزين بالسباق المحموم يتقدم إلى الطفل وقد ارتخت أساريره بسريان الدفء إلى معدته؛ بعد أن قَضمَ أحد الأرغفة..

    يبتسم للطفل ويومئ إليه أن بِعني سِواكاً، تنشطر ابتسامته تلك ثم تتلاشى بانكسار حين تصطدم بشحوبِ شفتي الطفل التي تُنبئ عن جليد قد تجلمد بداخله، يبادر الشيخ بانتزاع الطفل من أنياب البرد فيمد له بقطعة رغيف دافئ، اقتطعها من كومة الأرغفة التي بحوزته، ترتعشُ يد الطفل في الفضاء، تنفضُ برداً يسكنه وحسرةً تملؤه، وانكساراً بعينيه يحدّث عن مدى حزنه وفقره وحاجته!

    وما إن لامست يده الصغيرة الرغيف وتسلل الدفءُ لجسدهِ النحيل حتى أفرجت الظلمة عن عينيه لتسافران في فضاء ساخن، ولحظة دافئة، وغفوة اغتباطٍ وثيرة. أدرك الشيخ أن الطفل قد رحل عن وعيه، وذاب قلبه فليس من سبيلٍ إليه. فهو يترفل في تقاسيم الرغيف وفي شُغلٍ عن الحديث معه. فظل يرقبه وهو يجول في تضاريس رغيفه ثم يسنده لقطعة "كرتون" كانت بجواره، ليلتهم جوعاً قرضَ معدته، وبرداً سلخَ جلدته، بابتلاع أول قضمة من حافة ذلك الرغيف.

  5. #605
    .
    جيل الكفاح والصبر نفض رداءة الكسل والعيب وساعد الأب في رحلة البحث عن لقمة العيش

    شباب الأمس .. شريك أساس في سدّ حاجة الأسرة

    العمل في شتى المهن سمة تميز بها جيل الأمس




    مع إشراقة كل صباح خميس وجمعة وهي إجازة المدارس فيما مضى ينطلق عبدالرحمن بهمة ونشاط نحو السيارات المتوقفة على جانبي الطريق الرئيسي الذي يمر ببلدته ويكتظ بالمسافرين وهو يحمل بيده مفتاح عدة صغير ومفك مسامير يستعين بهما في إصلاح السيارات المتعطلة أثناء مروره بالسيارات ومشاهدته لمن ينشغل في إصلاحها أو صيانتها حيث يعرض خدماته عليهم فيوفق في أحيان كثيرة في الحصول على فرصة لجني بعض المال جراء تمكنه من إصلاح السيارة بما يملكه من خبرات اكتسبها من عمله في إحدى الورش بأجر ضئيل لمدة تقترب من العام، ويغلب على عمله إصلاح الكهرباء للسيارات حيث يقوم بفحص السيارة لمعرفة مكان الخلل حيث يغلب على عمله شد سير السيارة، أو وزن (البليتين) أو استبدال البطارية حيث يقوم بفكها ومن ثم حملها إلى أقرب ورشة ليعود بمثلها جديدة ومن ثم يركبها فيأخذ قيمتها ليعود به إلى صاحب الورشة فيما يأخذ أجرته والتي هي عبارة عن ريالات قليلة لكنها مع الوقت تزداد فتغنيه عن سؤال والديه لمصروفه اليومي، وقد يساهم بقليل منها في الصرف على المنزل إذا كان والده من محدودي الدخل، ويستمر عمل عبدالرحمن حتى في أيام الدراسة وذلك من بعد صلاة العصر حيث يكون قد أخذ راحة كافية من عناء الدراسة وتحصيل العلم إلى أذان المغرب حيث يعود إلى منزله لاستذكار دروسه والنوم باكراً للقيام إلى المدرسة بنشاط، عبدالرحمن هذا الشاب المكافح ليس من يعمل وحده بل كل شباب البلدة من أقرانه يعملون كل في ما يجيده، فالبعض يساعد والده في البيع بالدكان والبعض الآخر يعمل في المزرعة وآخر يبيع في السوق بعض منتوجات مزروعات والده، فالكل يعمل إلى جنب التحاقه بالمدرسة ولا مكان للعاطل بينهم، ورغم ذلك لم يكونوا بعيدين عن الترفيه أو غائبين عنه فهم يجتمعون للتسامر واللعب بعد من بعد صلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء حيث يتجاذبون أطراف الحديث ويستمتعون بسرد مواقفهم اليومية سواء في العمل أو البيع والشراء والذي يحلمون بأن يكون طرقهم إلى الثراء.. حال عبدالرحمن هذا وأقرانه هو حال شباب الأمس القريب الذين كانوا يعملون بكل جد ومثابرة إلى جانب دراستهم، ولكن حال الشباب اليوم تغير حيث غلب على أكثرهم الركون إلى الكسل والبحث عن الترفيه بمباركة من ذويهم الذين وفروا لهم كل أسباب الراحة وهيؤوا لهم كافة سبلها من أجل التفرغ للتحصيل العلمي، وبات كل منهم يعتمد في مصروفه اليومي على والده الذي يعطيه إياه بلا مشقة أو تعب، وبعد أن ينهي الشاب دراسته ويتخرج فإنه يستمر في تلقي مصروفه اليومي من والديه بينما هو يبحث عن عمل، وقد يستمر به الحال على ذلك أشهر وسنين دون أن يبادر بالبحث عن أي عمل أو صنعة يحقق بها ما يوفر به مصروفاً يومياً، ويظل الأب المسكين يدفع نتاج تربيته وتدليله، وإن كان ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الشباب كسر القاعدة وترك الكسل والبطالة وبدأ مشروعاً صغيراً بمساعدة والده مما جعله يوفر مصروفه اليومي وأكثر بل إن الغالبية منهم قد ترك البحث عن الوظيفة وفضل العمل على إكمال مشروعه وتوسعته لما رأى من أرباح وفيرة من مشروعه الصغير الذي صار يكبر بمرور الأيام.

    كفاح

    الكثيرون يطلقون على جيل الأمس جيل (الكفاح) وذك لعملهم الدؤوب مع ذويهم من أجل توفير لقمة العيش الكريمة دون خجل أو وجل، فقد كانت ثقافة العيب للعمل اليدوي والميداني شبه معدومة فالكل يعمل ويساهم ويكد ويكدح، بل إنهم يقضون أوقاتهم فيما فيه فائدة لهم ولذويهم وذلك بتحصيل دخل مادي يؤدي إلى تحسين الحالة المعيشية لهم، لذا لم يكن جيل الأمس يعاني من البطالة وذلك لتوفر الوظائف وإن كانت قليلة لا تستوعب كل خريجي المدارس أو كبار السن، مما جعل الكثيرون يتجه إلى سوق العمل الذي كان يشهد رواجاً كبيراً في بداية الطفرة التي شهدتها البلاد منذ ما يزيد على نصف قرن، فقد كانت العمالة الأجنبية قليلة جداً في تلك الفترة وكان من يتولى الأعمال التي تتطلب جهداً بدنياً كالبناء والزراعة والنجارة وغيرها من المهن هم من المواطنين أنفسهم وقد كانت أعمالهم مميزة وإنجازاتهم مشرفة، حيث شيدوا البيوت وزرعوا الأرض وساهموا في تقديم الخدمات بكل قدرة وتفان، كما كان لكثرة الأعمال المتاحة استعانة هؤلاء الآباء بأبنائهم في إنجاز تلك الأعمال، ولم يكن في تلك الفترة شاب لا يعمل فمن لا يعمل لنفسه فهو يعمل مع والده في شتى الأنشطة والمهن ويكون سنداً له في الصرف على احتياجات المنزل.

    مواقف

    كثيرة جداً هي تلك المواقف التي شهدت انخراط شباب جيل الأمس في الأعمال المتاحة في تلك الفترة كالبيع في السوق لمنتجات مزارع ذويهم أو العمل لدى ورشة سيارات كعمال يساعدون في تلبية طلبات العاملين المهرة في ميكانيكا السيارات كغسيل القطع بالوقود أو مناولة مفاتيح الفك والتركيب أو توجيههم إلى فك وتركيب القطع وغيرها، كما كان البعض يساعد والده في تأمين طلبات الزبائن في القهاوي والمطاعم، إضافة إلى المشاركة في البيع لمنتوجات المزارع، ومن المواقف التي صاحبت تلك الأعمال ما حدث لأحد الشبان الذي كلفه والده يومياً ببيع منتوجات المزرعة من الخضروات والتمور حيث كان أكثر وقته يقضيه بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب بسوق البلدة لبيع التمر خصوصاً في موسم الصيف، وقد كان حريصاً على بيع ما لديه من تمور في أسرع وقت من أجل أن يقضي بقية الوقت في اللعب مع أقرانه قبل أذان المغرب، وكثيراً ما كان يعاني من مفاوضات البيع مع المشترين خصوصاً مع كبار السن تحديداً الذين يبحثون عن السعر المنخفض دائماً، وفي أحد الأيام كان بجانبه رجل مسن باع ما لديه من (سطول) تمر حيث كان التمر يعرض في تلك الفترة بـ(سطل) من النحاس ولم يتبقَ معه سوى (سطل) واحد فما كان منه إلا أن التفت إلى هذا الشاب وطلب منه أن يضع هذا

    (السطل) مع ما لديه من معروضات ويبيعه له، وحدد له السعر ومشى إلى بيته، فما كان من هذا الشاب إلا أن يرضخ لرغبة هذا المسن الذي لا يمكن أن يرفض له طلب فهو قريب وصديق لأبيه، ولكنه كان يرغب في بيع ما لديه من تمور فخطرت له فكرة بأن يعرض تمر هذا المسن بأضعاف ما حدده له بخمس مرات وذلك رغبة منه في أن يبيع ما لديه من تمور تخصه أولاً، وبالفعل بدأ يبيع ما لديه من تمور تخصه الواحد تلو الآخر ولا يلتفت أحد إلى تمر هذا المسن لغلاء سعره، ولكن حدثت المفاجأة بحيث أن أحد المشترين ذاق تمر هذا المسن فطاب له طعمه وأخذه بالسعر الذي حدده له هذا الشاب وهو خمسة أضعاف ما طلب المسن فأفرغ (السطل) وسلمه النقود ومضى والشاب مدهوشاً من هذا الموقف، ولما جاء المسن من الغد وسأل الشاب عن مصير تمره قال له: إنه باعه بخمسة أضعاف ثمنه وسلمه المال، فسر هذا المسن من تصرفه ببيعه بهذا السعر المضاعف وقال له: بكلمة عامية تعني منتهى الثناء وهي قولة (كفو) بولدي وأعطاه خمس المبلغ مكافأة له على ذلك، ومن المواقف أيضاً أن أحد أصحاب (الدكاكين) أوكل إلى ابنه الصغير البيع وذهب إلى عمل استدعاه إلى أن يغيب مدة ذلك اليوم فجاء إليه أحد المتبضعين من كبار السن والذي يقطن بإحدى القرى البعيدة والذي اعتاد الشراء منه بالجملة فسأل عن والده فأخبره أنه قد ذهب لينجز بعض الأعمال المهمة فقال: إني أريد بعضاً من (عود) البخور ووقع اختياره على أحد الأصناف التي طاب له رائحتها فاشترى منه حقيبة مملوءة تزن قرابة الخمسة كيلو جرامات وأعطاه الثمن الذي طلبه، ومن ثم عاد قافلاً إلى بلدته، وفي آخر النهار عاد الأب إلى (دكانه) فأخبره الولد بما باع من بضائع ومن ضمنها(عود) البخور، وأعطاه ثمن المبيع وهو في غاية السعادة بما حقق من بيع، ولما تفقد الوالد البضائع وجد أن ابنه قد باع عن طريق الخطأ نوعاً من (عود) البخور الجيد الباهظ الثمن بثمن (عود) متوسط الجودة والسعر مما جعله يتكبد خسارة كبيرة، فما كان منه إلا أن وبخ ابنه على هذا الصنيع، ولكنه لم يعاقبه وفوض أمره إلى الله واحتسب خسارته الكبيرة، أمامن اشترى ذلك (العود) فقد ذهب به إلى (دكانه) وعرضه على زبائنه ولكنهم لم يعجبهم ذلك، ومكث لأكثر من شهر ولم يبع منه شيء، وبعد مدة عاد إلى صاحب الدكان الذي اشتراه منه ودخل على صاحبه الذي يعرفه لكثرة ما يتردد عليه ويشتري منه بالجملة وهو يحمل حقيبة (العود) وقال لصاحب الدكان: إن هذا هو العود الذي اشتراه من ابنه وهو كامل غير منقوص لعدم رغبة الزبائن في بلدته الشراء منه لعدم جودته فقام فرحاً إلى الحقيبة وتفقد بضاعته فإذا هي كما كانت فقال له بفرح الحمد لله فقد عاد إلي (العود) الطيب الغالي الثمن الذي باعه ولدي لك عن طريق الخطأ، فأبشر بعوض عنه بدون مقابل، وأخرج له حقيبة صغيرة بها (عود) متوسط الجودة وأعطاه له، وقال بع منه كذا وكذا من الريالات وما حصلت عليه من نقود فهي لك بلا مقابل شكراً لله على عودة (العود) الباهظ الثمن الذي أعدته إلي.

    سلوك

    اشتهرت عدد من مناطق المملكة بتوجيه سكان أبنائهم منذ الصغر إلى العمل معهم في مهنهم إلى جانب دراستهم في الصباح وذلك من أجل غرس حب العمل في نفوسهم فما إن ينهي الطالب دراسته ويعود إلى البيت ويأكل وجبة الغداء ويستريح قليلاً إلا ويهب مسرعاً إلى مكان عمل والده في السوق أو المحل الذي يملكه من أجل العمل معه، وقد برز العديد من هؤلاء الصغار في أعمالهم ومهنهم مما جعلهم يحلون مكان أبائهم فيتقن الصنعة أو المهنة، ومن أشهر هؤلاء هم سكان العاصمة المقدسة الذين تراهم في مواسم الحج والعمرة ويكثر الزائرون إليهم في كل وقت وحين من السنة، ومن أشهر مهنهم هي الطوافة التي ورثوها أباً عن جد ففيها شرف خدمة ضيوف الرحمن واستقبالهم والعمل على راحتهم بتوفير السكن المريح لهم طوال إقامتهم وتقديم الطعام وكافة الخدمات التي يطلبونها من تنقل بين المشاعر وغيرها، ومن المناطق التي اشتهرت بذلك أيضاً مدينة جدة وذلك لوجود الميناء بها وكثرة الوافدين إليها جواً وبحراً من المعتمرين والحجاج وكذلك منطقة الأحساء المشهورة بزراعة التمور، إضافة إلى منطقة القصيم، والعديد من البلدان الأخرى التي اشتهر شبابها بالعمل منذ الصغر مع ذويهم، وقد خرج من تلك الأجيال كبار التجار ورجال الأعمال والصناعة وغيرها من الحرف والمهن.

    فرص عمل

    بعد أن كثر الخريجين من المدارس والجامعات ولم تعد الوظائف الحكومية أو وظائف القطاع الخاص تستوعبهم جميعاً فقد ظهر بين الكثير من الشباب البطالة وباتوا يجلسون في البيوت في انتظار الفرصة لشغور وظيفة تناسب دراساتهم وتخصصاتهم، مما جعلهم يشكلون عبئاً كبيراً على ذويهم بالصرف عليهم، وبات الكثير منهم يأنف من العمل الحر كالبيع والشراء في الأسواق الموسمية أو الدائمة ولا يرضى بوظيفة مؤقتة ذات دخل متدني، وقد نسوا أو تناسوا ما كان عليه جيل الأمس القريب الذي ضرب أروع الأمثلة في البحث عن العمل ومساعدة الوالد في تحمل مصاريف المنزل، ولكن مع انتشار التوعية بأهمية ذلك ومساعدة عدد من المصالح الحكومية والقطاع الخاص بفتح المجال للشباب السعودي للعمل في العديد من المهن التي منع الأجانب من العمل فيها بغرض سعودتها كمحلات بيع الذهب ومحلات الجوالات وبيع الخضار وغيرها بدأ العديد من الشباب في اقتناص الفرص والدخول إلى سوق العمل الحر، واستطاع العديد منهم تحقيق النجاح في فترة وجيزة وكوّنوا محلات مؤسسات باتت ناجحة في سوق العمل، كما شق العديد من الشباب طريقه في التفكير بالأعمال الابتكارية التي تدر ربحاً كبيراً مثل سيارات بيع وتجهيز الأطعمة المتحركة والمقاهي على الطرقات وأماكن تجمع العائلات، بالإضافة إلى العمل في الأسواق الموسمية كأسواق التمور والخضروات، وبذلك بدأ جيل اليوم في التفكير الجاد بالعمل منذ الصغر رغبة في الاعتماد على النفس في مصروفه اليومي وتخفيفاً للعبء المثقل به الآباء في الصرف على متطلبات الأسرة المتعددة والمستمرة.

    الصغار يشاركون الكبار في العمل بميناء جدة قديماً
    الرحلات المدرسية قديماً كانت تنمي حب العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب منذ الصغر
    عمل الشباب في مواسم الحج قديماً ولايزال
    رغم بساطة الحياة ومحدودية فرص العمل كان الشباب بالأمس يكافحون لكسب الرزق
    شباب جيل الأمس ساهم في العمل مع ذويهم لسد حاجة الأسرة
    حياة الأمس لم تكن تعرف ثقافة العيب في المهن اليدوية

  6. #606

  7. #607
    ..
    تكتمل حياتنا باشياء وتنقص باشياء
    ليست مسألة حظ وانما هي أقدار
    يعطي الله كل ذي حق حقه

    فالحمد لله دائما وأبدا

  8. #608
    .



    كل الذين ودعتهم نسوا أن يغلقوا الباب , أدركت مؤخرا سر الريح في قلبي !

  9. #609
    «مقلع طمية» أسطورة اجتماعية تحاكي الواقع

    الجزيرة العربية .. حضارة في قلب التاريخ


    مقلع طمية


    تمتلك كل شعوب الأرض أساطير خاصة بجوانبها الدينية والاجتماعية تحاول من خلالها تفسير العديد من الظواهر التي لايمتلكون لها تفسيراً مقنعاً. وتعتبر الأساطير هذه مادة خصبة لعكس الجوانب الفكرية والدينية والاجتماعية لهذه الشعوب. وهناك الكثير من الأساطير في تاريح الجزيرة العربية سواء في فيما قبل الإسلام أو بعده او حتى في تاريخنا القريب. وتعتبر اسطورة «طمية» و»عكاش» إحدى هذه الأساطير التي جاءت تفسر سبب وجود حفرة عميقة في الأرض . حيث أصبح هذا المكان أحد أهم المعالم الأثرية والتاريخية في المملكة العربية السعودية. يقول العبودي : « أذكر جبلاً بالبادية البادية ذكراً وتلك مكانة لا تزال باقية له في حواضر نجد فلا يكاد يوجد أحد لم يسمع بطمية بخلاف غيره من الجبال.» وقد تناقلت الأجيال هذه الأسطورة التي اختلط فيها التاريخ بالمكان بالعشق وشجونه. وحفظ لنا الرواة تفاصيل هذا كله كما تغنى الشعراء بهذا المكان . يقول امرؤ القيس: كأن طمية المجيمر غدوة من السيل الغثاء فلكة مغزل. ويقول راكان بن حثلين: يافاطري خبي طـوارف طميـه يوم اشمخرت مثل خشم الحصاني. ويقول خالد الفيصل: انتزع قلبي مثل نزعة طمية .. يوم هز العشق راسية الجبال.

    «موقع ومساحة»
    تقع فوهة الوعبة أو «مقلع طمية» على بعد ما يقارب 175 كيلومترا شمالي مدينة الطائف (طريق الحجاز- الرياض السريع). وهي عبارة عن حفرة عميقة يبلغ قطرها الدائري ثلاثة كيلومترات ويبلغ عمقها 380 مترا وهو الموقع المعروف بـ «مقلع طمية» أو «فوهة الوعبة» تغطيها أرضية مالحة أعطتها اللون الأبيض الذي يراه الإنسان بشكل واضح من أعلى الفوهة. وعندما ينزل الإنسان لمسافة 15 متراً من سطح الأرض سيرى أشجار النخيل التي تنمو على عيون ماء صغيرة وكذلك بعض الأعشاب وشجر الأراك. وربما أن هذه الطبقة قد تشكلت من مياه الأمطار التي تتجمع في قاع الحفرة مكونة بحيرة ضحلة لا تتسرب إلى باطن الأرض.

    «دراسة وتفسير»
    يرى البعض ان الحفرة قد تكونت نتيجة سقوط نيزك في مكانها مما أدى إلى حفر هذا الموقع وبهذه المساحة. ولكن ليس هناك من دليل على هذا الرأي. والرأي الأصح هو أن هذه الحفرة قد جاءت نتيجة انفجار بركاني كبير نتجت عنه هذه الحفرة الكبيرة. حيث قام فريق بحثي من جامعة الطائف يضم متخصصين في علوم الأرض ومجالات الجيولوجيا الرسوبية والنظائرية والجيوفيزياء التطبيقية والمعادن والصخور والجيوكيماوية بعمل مشروع بحثي شامل بعنوان «الخسف الكبير بمنطقة مقلع طمية نتيجة ارتطام نيزكي أم طفح بركاني»، وأجرى كشفاً عن نوعية المعادن والخامات الاقتصادية المصاحبة لهذه الطفوح البركانية. وقد جاء عن هذا المشروع ان هذه الحفرة «تعتبر من مخلفات براكين حرة كشب المشهورة في وسط شرق الدرع العربي التي تكونت في عصر يعد من أقدم العصور التاريخية في سجل الحياة الظاهرة» (جريدة الحياة، السبت، 27 يناير/ كانون الثاني 2018م). وبذلك فقد قام هذا المشروع بتقديم التفسير العلمي الرصين لهذه الظاهرة.

    «أسطورة وعشق»
    تعتبر أسطورة جبل طمية وعشقها لجبل «قطن» أسطورة اجتماعية تدور أحداثها حول قصة عشق بين هضبة مؤنثة تقع في حب جبل مذكر وتقرر الارتباط به على طريقتها. ولكن غيرة ابن العم على بنت العمة تجعله يقتل قصة العشق هذه قبل اكتمالها. وتعتبر هذه الأسطورة من الأساطير ذات العمق التاريخي في تاريخ الجزيرة العربية حيث ذكره الجغرافي ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان». وتكاد تجمع جميع الروايات على الهيكل العام للأسطورة ومعظم تفاصيل هذه الرواية مع اختلاف حول بعضها. فهناك اختلاف حول اسم «الجبل» الذي قرر حرمان «طمية من الالتحاق بحبيبها في أرضه بين القصيم والمدينة المنورة وهو في هذه الروايات ابن عمها. ففي بعض الروايات يسمى هذا الجبل «شلمان» ، وفي بعضها الآخر يسمى «عكاش». كما تختلف الروايات حول اسم الجبل الذي عشقته «طمية» بين جبل «قطن» بين القصيم والمدينة المنورة وبين جبل «ابان» في حائل. وأخيرا تختلف الروايات حول نهاية «طمية» بعد ان منعها عكاش من الانتقال الى «برق». فحين ترى تصمت بعض الروايات عن مصير «طمية»، ترى بعض الروايات ان جبل «عكاش» قد تزوج من «طمية» وكان حينها على كبر.

    تقول الأسطورة ان «طمية « وفي إحدى الليالي الممطرة رأت جبل «قطن» الواقع في المنطقة الوسطى بنجد ما بين مدينتي بريدة والمدينة المنورة على ضوء البرق فوقعت في حبه من النظرة الأولى. ومن هنا اتخذت قرارها بمغادرة مكانها إلى حيث حبيبها لتنعم بالحياة في جواره. يقول الشاعر: الهوى قدّامنا شوّق «طمية» يوم لاح لها قطن والدار خالي. وبالفعل قفزت من مكانها باتجاه جبل «قطن» ولكن كان لأعداء الحب العذري العفيف وقفة هنا حيث قرر ابن عمها جبل «شلمان» وقيل جبل «عكاش» وبدافع من الغيرة حرمانها من حبيبها أو بالأحرى حرمان حبيبها جبل «قطن» منها. مما جعله يقوم برميها برمحه فأصابها في مقتل وجعلها تسقط قبل وصولها إليه. وهناك روايات قليلة تقول إن الجبل الذي عشقته «طمية» هو «أبان « بمنطقة حائل. والذي يقول فيه الشاعر: الهوى شدد طمية... قطعة من نجد راحت يم أباني. وهناك من يقول إن جبل «عكاش» قد تزوج من طمية أخيرا حيث يقول الشاعر: تزوج عكاش طمية بعدما تأيم عكاش وكاد يشيب.
    «قراءة ومقارنة»
    إن الأسطورة لاتعبر عن التفسير الحقيقي لظاهرة «مقلع طمية» بقدر ماتحكي عن الجانب الاجتماعي لسكان المنطقة الذين رأوا هذه الظاهرة وحاولوا تفسيرها. وأول ما نلاحظه أن هذه الأسطورة تدور حول العشق بين الذكر والأنثى وهو يمثل جزءاً من الحياة اليومية للناس بشكل عام. ولم يكن المجتمع في الجزيرة العربية بعيدا عن هذه الظاهرة الإنسانية الطبيعية. ولكن الأمر غير المألوف ان يكون هذا العشق نابعاً من قبل المرأة تجاه الرجل. حيث جرت العادة ان الرجل هو المبادر دائما في مجال التعبير عن مشاعره وفي مجال حبه. بينما في هذه الأسطورة نجد «طمية» تتجاوز حدود المبادرة في التعبير عن المشاعر إلى اتخاذ الخطوات العملية للالتحاق بمن تحب. ومن هنا نجدها تتجه الى حبيبها «قطن». وهذا قد يعكس ليس فقط قدرة المرأة آنذاك على التعبير عن مشاعرها بل وقدرتها على اتخاذ القرار في هذا الاتجاه. ثم تأتي الأسطورة على حقيقة ارتبطت كثيراً بمجتمعات الجزيرة العربية على مر التاريخ وهي «أحقية الرجل في الزواج من ابنة عمه». ومن هنا قام «عكاش» برمي «طمية» برمحه ومنعها من الانتقال إلى حبيبها. وبعد ذلك كنا نرى بعض الروايات تقول إنه تزوج بها حتى وهو يكبرها كثيرا بالسن. وهنا ايضا تنعكس حقيقة من حقائق مجتمعات الجزيرة العربية ان عامل السن ليس ذا أهمية في الزواج بين الرجل والمرأة لاسيما اذا كان الرجل هو من يكبر المرأة بشكل كبير. يقول الشاعر: تزوج عكاش طمية بعدما تأيم عكاش وكاد يشيب.


    الطبيعة الساحرة في المكان

  10. #610
    .



    ينتصر الشعور الصحيح على الصياغة الخاطئة

  11. #611
    بريّـةٍ جـتـني عـلى ما تـمنّـيت





    لاجا الـضحى والناس في السوق شبّيت

    وكـيّـــفـت مـايـــبـرد لـهــيبٍ بـــجـاشي

    بـريّــةٍ جــتـــني عـــلى مـا تــمــنّــيــت

    مــاهي مـن الـبـحـريّــه أم الغـشــاشي

    سبـعـة فـنـاجـيـــلٍ إلى مــنّي أشـفــيت

    حــلــوات عــنـدي من لـذيـذالـمعـاشي

    رزقي عـلى اللّي سـامتٍ فـيّـه الـبـيـت

    وإلا فـلا عــنـدي حـــلال وْمـــــواشي

    عـسى الحيا يسـقي منـاهـلك ياكـميت

    سبع أجْـدبت يمطر عـلـينـا رشــاشي

    ويسـقي الْجله مع باقـيات الـمراريت

    تـلـقى لها عـقـب الدهـور إبتـهـاشي

  12. #612
    .


    عندما ترتفع ؛
    سيعرف أصدقاؤك من أنت
    لكن عندما تسقط ؛
    ستعرف من هم أصدقاءك !

  13. #613
    .



    ليس من اﻷدب أن تقول في الغائبين شيئا لم تجرؤ على قوله وهم حاضرون !


  14. #614
    .


    عندما يبوح لك شخص فاستمع إليه جيدا
    فهو اختارك أنت من بينهم جميعا
    فﻼ تخذله ! ..

  15. #615
    .



    كن مع الله فهو الأمان في وحشة الزمان .. !!

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •