ومما يروى - أيضًا - من مثل ذلك عن بذل المعروف ما رواه أحدهم عن رجل جاء إلى (بقالة) ليشتري فقال له: كم سعر الموزقال البقال: 8 ريالاتوالتفاح:10 ريالات
وفي هذه اللحظة دخلت امرأة إلى المحل يعرفها البقال تسكن في الحي نفسه، قالت أريد موزًا.. بكم الكيلو؟قال البقال: بريالين، والتفاح بريالين.
قالت المرأة الحمد لله..نظر الرجل الموجود إلى البقال، واحمرت عيناه غضبًا، وأراد أن يوبخ البقال.انتبه له البقال، وغمز للرجل، وقال: انتظرني قليلاً.
أعطى البقال كيلو موز وكيلو تفاح بـ4 ريالات،وذهبت المرأة وهي فرحة بهذا السعر، وتقول سوف يأكل عيالي، وسمعوها كيف تحمد الله وتشكره.
قال البقال للرجل الموجود: والله أنا لا أغشك، ولكن هذه المرأة صاحبة أربعة أيتام، وترفض أي مساعدة من أحد، وكلما أردت أن أساعدها لا تقبل،
ففكرت كثيرًا كيف أساعدها ولم أجد إلا هذه الطريقة لمساعدتها، وهو خفض الأسعار لها، وأريد ألا أحسسها بأنها محتاجة لأحد،
وأنا أريد أن أعمل خيرًا، وأحب هذه التجارة مع الله، وأحب أن أجبر خاطرها!!
ويقول البقال للرجل: هذه المرأة تأتي كل أسبوع مرة، والله والله في اليوم الذي تشتري مني هذه المرأة أربح أضعافًا وأُرزق من حيث لا أدري.
يقول الرجل: دمعتْ عيناي، وقبَّلت رأس البقال على موقفه هذا.
كما تدين تدان، ليس فقط في الانتقام؛ كما تدين تدان حين تجبر خاطرًا، وتزيل همًّا، وتسعد نفسًا
سيأتي اليوم الذي يُردُّ لك جميلك أضعافًا.
إنَّ في قضاء حوائج الناس لذة لا يعرفها إلا من جربها، كما أنَّ فيها من تفريج الكُرب وتيسير الأمور مع الأجور ما لا يعلمه إلا الله.
وأختم بما بدأته من عبارة
«من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر».
سلمان بن محمد العُمري
(من «وشم على كف الزمان» د. صالح العايد)