خلقنا الله لعبادته وأمرنا سبحانه بالسعي للحصول على الرزق الحلال، ومن ذلك استثمار الأموال في الأمور الحلال النافعة والبعد عن الحرام أو المشتبه.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ).
وسوق الأسهم واحد من تلك الوجهات التي تتوجه لها الأموال للاستثمار والمضاربة، وشركات الأسهم ليست نوعا واحدا من حيث النشاط ولا من حيث الحل والحرمة في التعامل بأسهمها، ولقد قسم أهل العلم من المختصين بدراسة شركات السوق هذه الشركات من حيث جواز الاكتتاب فيها وبيع وشراء أسهمها والحصول على عوائد مالية بالاستثمار فيها إلى ثلاثة أنواع:
1شركات نقية :
وهذه شركات ليس لديها تعاملات محرمة، ويباح المضاربة والاستثمار فيها، ولا تحتاج إلى التطهير لما يستحق من أرباحها السنوية لأن نشاطها مشروع ، وسالمة من التعامل بالربا.
2شركات محرمة:
اتفق أهل العلم الشرعي على تحريمِ الاشتراك في تأسيسِ الشركات التي ينصُّ نظامُها على تعامل محرَّم في أنشطتها، أو أغراضها، وعلى أنَّ مَن يباشر العقودَ المحرَّمة كأعضاء مجلس الإدارة ونحوهم أنَّ عملهم مُحرَّم، وعلى أنَّ المساهم لا يجوز له بأيِّ حال من الأحوال أن ينتفعَ بالكسب المحرَّمِ مِن السهم، بل يجب عليه إخراجُه والتخلُّص منه، على أنَّ المساهمة في الشركات التي يغلُب عليها المتاجرةُ بالأنشطة المحرَّمة مُحرَّم. وهذا لا إشكال فيه، بل يرد الاشكال في النوع الثالث من شركات السوق وهي الشركات المختلطة.
3شركات مختلطة:
اتفق أهل الاختصاص على إطلاق مصطلح الأسهُم المختلطة على أسْهُم الشركات المباحة التي يكون أصل نشاطها وغالبه حلالاً، ولكن يخالطه معاملات محرمة مثل الاقتراض، أو الإقراض بالربا، سواء منها أو من الشركات التابعة لها، وفي هذا النوع وقع خلاف بين العلماء المعاصرين في حكم الاكتتاب في أسهمها وفي حكم تداولها.
والخلاف بين أهل العلم في الشركات المختلطة، والمتاجرة في أسهمها حول ما إذا كان المحرم يسيرا،
ولذا قال البعض بجواز الاكتتاب في الأسهم المختلطة، وتداولها بشروط وضوابط، مع وجوب التخلص من الكسب الحرام، ومن هذه الضوابط أن لا تزيد القروض الربوية عن 30% من إجمالي موجودات الشركة، وأن ألا يتجاوز مقدار الإيراد الناتج من عنصر محرم 5 % من إجمالي إيرادات الشركة، سواء كان هذا الإيراد ناتجا عن الاستثمار بفائدة ربوية، أم عن ممارسة نشاط محرم، أم عن تملك لمحرم، أم عن غير ذلك، حيث ينتج عن الأول كسب محرم، بينما الثاني تصرف محرم لذا كان الأول 30% والثاني: 5%
ولمزيد من الاطلاع عن الشركات المختلطة هذا رابط لمقال جميل للشيخ دبيان محمد الدبيان
https://www.alukah.net/sharia/0/28320/#ixzz6ODNWcbXu
أما ما يتعلق بالقوائم المعدة من قبل أصحاب الفضيلة المشايخ المختصين بدراسة قوائم الشركات المالية فهي على النحو التالي:
أولا: الدكتور/ عبد العزيز الفوزان هو أستاذ الفقه المقارن للمعهد العالي للقضاء، ويوضح أن الشركات المباحة هي التي تعمل في أنشطة مباحة شرعاً، ولا تتعامل بالربا في جميع أنشطتها سواء كان إقراض أو اقتراض، أما الشركات التي تتعامل بالربا في استثماراتها أو التي تقوم استثماراتها على الأنشطة المحرمة فيرى أنه لا يجوز الاستثمار فيها مهما كانت نسبة الرباء ضئيلة، فيجب أن يكون نشاط الشركة المعروف غير محرم أو لا تختلط به أمور محرمة لأن الإنسان لا يستطيع مراقبة الشركة في أعمالها يومياً، ولكن عليه أن يحكم على الشركة من خلال نشاطها المعلن عنه. وقد أصدر قائمته بناء على ذلك وتجدونها على الرابط التالي:
https://www.almrsal.com/post/853560
ثانيا: الشيخ الدكتور محمد سعود العصيمي المشرف العام على مركز المقاصد للاستشارات الاقتصادية والذي قام بنشر قائمة الدراسة الشرعية للشركات السعودية وقال في بيان له: إن هناك تحسنا كبيرا جدا في التطابق مع المعايير الشرعية،
وتقتصر فتوى الشيخ على التعامل فقط بالشركات النقية الواردة في قائمته، أما ماعداها فلا يرى جواز التعامل فيها. وقائمة الشيخ موجودة على الرابط التالي:
https://******plus.s3.amazonaws.com/...7e8f0fc761.pdf
ثالثا: الشيخ الدكتور يوسف الشبيلي والذي قسم الشركات في السوق السعودية ثلاثة أقسام:
شركات نقية ، وشركات محرمة وشركات مختلطة.
وذكر الشيخ في الرابط التالي قائمة الشركات التي يجوز الاستثمار والمضاربة فيها، وما يتعلق بالتطهير وكيفيته:
https://live24ksa.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D9%8A%D9%84%D9%8A-1440/
أما الروابط التالية فهي لقوائم الهيئات الشرعية التابعة للبنوك وهي:
قائمة البلاد المالية
https://www.******.com/ar/article/ar...ail/id/1298979
قائمة الراجحي المالية
https://www.******.com/ar/article/articledetail/id/1319013
- قائمة أرقام للأسهم المباحة
https://www.******.com/ar/company/shariahcompanies/3//3
وقائمة أرقام جمعت هذه القوائم في قائمة واحدة وسأقوم إن شاء الله بالتأكد من أنها مطابقة لقوائم المشائخ ، وبإمكان كل واحد أيضا يتأكد بنفسه.
وللعلم فأنا أعتمد في التداول على قائمة الشيخ الفوزان ، ثم الشيخ العصيمي لأسباب ومن أهمها البعد عن المشتبه وعدم تمكني من متابعة قوائم الشركات وتعاملاتها المالية وهل دخل فيها شيء من الربا وكم نسيته ، وغير ذلك مما لا أستطيع التأكد منه ولا تتوفر المعلومة عنه بشكل ميسر، وبالله التوفيق.
أخوكم / عطاالله