أقبل بوجهه الصبوح، يرتدي ثوبًا أنيقًا، وشِماغًا ذو جودةٍ عالية؛ قد هندم دثاره على أفضل ما يكون.
جلس متكئًا على الأريكة..
ثم شرع في التوصيف والتصنيف..
يدخل بين الفينة والأخرى يده تحت شعاره مما يلي الجلد..
يهرش جانبه الأيمن، وأخرى جانبه الأيسر..
ثم ينتقل إلى رأسه، ويطيل الهرش والبرش..
لم يكن به مَس أو لمس؛ وإنما قد فعل القمل فعاله..
إعتنى بدثاره، وأهمل شعاره..
فشعاره يعدُّ ملاذًا أمنًا للقمل والسوس.
تلك هي المظاهر الكذابة الخدّاعة..
فتلميع الظاهر وتزويقه؛ينم عن خلل وقصور، وحطّة ودناءة؛ إذا صادفت إخواءً للداخل وإهمالٍ له..
في هذا الزمان الصعب؛ ما أكثر من يسير بتلك الأخلاق ويمتطيها..
حتى أصبحنا خواء، وغثاء كغثاء السيل
فإلى الله المشتكى.
وفوق كل ذلك:
لا يزال الخير في أمّة مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة.
وختامًا، إعلم أخا العرب أنه:
ليس الجمال بمئزرٍ*فاعلم وإن ردّيت بردا
إنّ الجمال معادن * ومناقب أورثن مجدا
بقلمي
محبكم أبو باسم