لا شك أنه ينبغي علينا أن نحسب لتقلبات السوق أكثر من حساب بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تحيط به من جانب، ولحاجته إلى التصحيح وتبديل وتعديل المراكز من جانب آخر. وهذا معلوم بالضرورة وغالبا ينتبه له سواء بالمؤشرات الرئيسية أو المؤشرات المساعدة مثل مؤشرات تشبع البيع أو الشراء، ولكن الذي لا ينتبه له هو غدرات السوق التي هي من صناعه مثل ما يحصل من كبار المستفيدين من السوق وقد تحدث في فترات نعتقد فيها أن السوق مستقر، ولقد أصبح الكثير يحسب لمضاربي الأسهم حسابات لعدم ثقتهم بهم بسبب ما تنطوي عليه تصرفات بعض هؤلاء من مكر وخديعة لاضطرار الناس لبيع أسهمهم أو جرهم للتصريف عليهم وذلك بالترغيب والترهيب ببث الشائعات.
وهنا قد يتساءل البعض إذا كان هذا حال السوق والهوامير فيه فما الحل؟
الحل هو أن نتعلم كيفية التعامل مع الأسواق المالية، متى ندخل السوق ومتى نخرج، ونحذر من ردود الأفعال العاطفية والبيع العشوائي الذي يتسبب في تفاقم الأزمة ويورث لدى بقية القطيع الهلع والجري خلف من سبقه بدون تدبر، ويجب أن نتعامل مع السوق بالعقل ولا نندفع ونعتقد بأننا نعرف ونحن لم نصل إلى المعرفة بعد. كما أنه لا داعي للقلق بمجرد احمرار المؤشر فقد يكون صحيا. بل علينا الهدوء وعدم التصديق بكل ما نسمع ولا نثق بكل مصدر ولا نعطي عقولنا للآخرين.
وبسبب الجهل في التعامل مع السوق نجح كثير من المضاربين في استغلال الفرص والاستفادة من الأزمات ومراحل التصحيح بالتهويل للشراء من الخائف الذي يبيع بخسارة بمجرد حركة في السوق غير متوقعة ولو بسيطة، ثم البيع على الطماع الذي يلحق بالسهم إذا ارتفع طمعا في المكسب.
ولذا فلا تكن أيها الأخ الكريم أحد الأثنين، حتى لا تخسر بل وتكرر الخسارة. فإذا لم يكن للنزول مبرر قوي، وبعد استشارة من تثق به فلا تبع أسهمك بخسارة، فقد يكون مجرد تخويف، فإنك ومجموع من يبيع معك أنتم من يتسبب بالمزيد من النزول للسهم بسبب بيع القطيع.
وأنت يامن يلاحق السهم إذا ارتفع فاعلم أنك قد تشتري في قمة أو عند مقاومة عنيفة لا يستطيع السهم أن يتخطاها إلا بعد أن يجتمع له عزم يمكنه من ذلك، وهذا لن يكون الا بمزيد من النزول أو طول انتظار والذي ستندم معه على الشراء. وقد يكون دافعك للشراء تطبيل بقصد التصريف عليك وأنت لا تعلم.
وفق الله الجميع لكل خير