لطالما آمنتُ بأن القمة تتسع للجميع،
وأن وجه النجاح يصبح مشرقًا حين يحوي وجوهًا عديدة،
وأن مَدّ يد العون للغير لمساعدته وإقالة عثرته تعود على صاحبها بالتيسير والخير الكثير طال الزمن أو قصر،
وأن القلوب الرَحبة المُحِبة تذوق طعمًا فريدًا للحياة
و يتجلى كُل ذلك في هذا الصرح الشامخ بجميع مرتاديه
فهناك من يُسخِر من وقتهِ وجهده لمنفعة أخوانه و هم نخبة قليلة بعددها إلا لها من العطاء الكثير
هم يعملون و يجتهدون دوماً لاجلِنا
لا لجزاء يرجونه منا إلا الدعاء في ظهر الغيب فجزاهم الله عنا كل خير
فكلما اشرق صباح او غرُب مساء نلحظ مدى ما يتحقق من نجاحات متكررة يسعد بها الجميع زواراً و أعضاءاً و تلك هي الوجوه العديدة
التي تجعل من النجاح اكثر جمالاً و توجهاً و إشراقاً
كثيررون هم الاخوة المبادرون بمد يد العون لإخوانهم و يسعون لتوجيه خطواتهم الخطوة بعد الأخرى حتى لا تتعثر اقدامهم
فيكونون فريسة لذوي الأطماع
لا لجزاء يرجونه منهم إلا الدُعاء في ظهرِ الغيب
و بالمقابل نجد أن اصحاب القلوب الرحبة و المحبة على الطرف الآخر من القمة
يرفعون أيديهم تضرعاً الى الله تعالى و يلهجون بالدعاء لإخوانهم اللذين بادروا بيد العون لهم
حيث يتجلى الصنف الأول في الحديثِ الشريف عن النبي ﷺ
خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ . ... أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا
و يتجلى الصنف الآخر في موارد بالحديث الشريف عن النبي ﷺ
مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ
هنيئاً لكم جميعاً اخوة و أخوات تقاسم أماكنكم على ارض هذه القمة
التي لطالما اننا كنا نعتقد أنها لا تسع إلا للعدد القليل من الأشخاص
ودمتم دائماً
بمحبةً و ود
.