تقولِك أمي عطيها بصل وملح..
عبارة كانت متداولة كثيرًا في تسعينيات القرن الهجري المنصرم وما قبلها، بين الأقارب والجيران..
ليس البصل والملح هما المطلوب الثابت. كَلَّا؛ بل جُلَّ أدوات المطبخ وحاجياته كانت عرضة للطلب والإستعارة..
بساطة في الطلب، وأريحيّة في العطاء..
عبارات افتقدناها في زمننا المعاصر.
كان الجيران كالأسرة الواحدة؛ يغمرهم الحب، ويسودهم التآلف..
يفرحون لأصغرهم قبل أكبرهم، ويحزنون لحزنه كذلك..
العطف والأيثار والرحمة والسماحة.. وقل ما شئت من مكارم الأخلاق وسموها؛ كانت جبلّة متأصّلة في النفوس، وطبائع لا تكلّف فيها ولا إدِّعاء.
لقد محى وعفى رسم كثيرًا من تلك المكارم والأخلاقيات، وأصبحت أطلالًا بالية، تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ.
لا أقول بين الجيران وحسب؛ بل وبين الأهل والأقارب أيضًا.
أيُّ حياةٍ نعيش، وإلى أين نسير ونمضي..
تلك ضريبة انتكاس الفهم للحضارة والرقيّ..
سيستمر الوضع ويبقى كما هو؛ بل وسيزداد الأمر سوءًا وانحدارًا؛ ما لم يصحّح مسار الفهم والإستيعاب.
بقلمي
محبكم أبو باسم.