عندما تكون الأجواء ملبدة بالغيوم، والجبال يكسوها الضباب؛ فإن ذلك مما لاشك فيه مما يحدُّ من مدى الرؤية الأفقية، وكذلك العاموديّة..
وستكون الرؤيا قاصرة وغير حقيقية ..
وستختلط الألوان، وتتداخل المخارج والمداخل؛ ولن يكون للشعاع الباهت القدرة على إعطاء صورة واضحة المعالم والأبعاد...
ولكن فوق كل هذا؛ فإن هناك مٓنْ يهوى هذه الأجواء، ويطرب لها..
فأشباح الظلام وخفافيشها يعشقون مثل هذه الأجواء، ويستغلونها..
فيسرحون ويمرحون تحت هذا الغطاء..
يزرعون ما يشتهون، ويبنون ما يرغبون..
فإذا شعّ النور، وانقشع الضباب؛ كنُّوا واستكنُّوا، كأنهم هشيم هامدين، يمشون بجانب الحيط لا يبتعدون.
فاللهم أصلح أحوالهم، أو أمح من الديار آثارهم.
بقلمي
محبكم أبو باسم.