لاحظت أن بعض الكتاب يطلق للتفاؤل العنان وأن السوق متجه إلى (11000) وهذا ربما يكون فيه تلبيس على المتداول العادي. ولهذا أرى أن التفاؤل المعتدل أمر مطلوب والتشاؤم أو التفاؤل المفرط أمر مذموم ذلك أن كلا طرفي النقيض ذميم، ولا يمكن عزل سوق الأسهم عن الاقتصاد الوطني وكلنا يذكر حديث وزير المالية عن الوضع المالي والاقتصادي ، وخاصة بعدما ضربت أزمة كورونا اقتصادات العالم، بما في ذلك المملكة فلا زال الاقتصاد يحتاج إلى فترة للتعافي فكيف نتأمل ارتفاعات متتابعة وقوية للسوق في الفترة القريبة، والمتتبع يرى أن المؤشر أكثر من مرة يعود أدراجه بعد الوصول إلى بحر8000 حيث تراجع من 8571 بتاريخ 18/8/2019 إلى 7396 ثم تراجع مرة أخرى من 8490 بتاريخ 19/1/2020 فنزل إلى 5959 ليرتد ويستمر في الصعود ليغلق أمس الأحد 20/9/2020 عند 8364 قريبا من نقاط تراجعه الأولى، هذا من جانب.
ومن جانب آخر فإن نشاط السوق الأخير ربما يكون سببه سيوله عابرة لن تستقر في السوق فهي مثل الطيور المهاجرة خدمت السوق بمساعدته في ضرب مقاومات وتعدي قمم واستفاد منها البعض مع هوامير السوق الذين يتصارعون على التأثير على الأسعار بما يخدم مصالحهم ونحن نعيش هذا الصراع بينهم، فمتى انتهت حاجة في أنفسهم ربما تراجع السوق وتعلق من تعلق كما هي عادتهم ، ليس تشاؤما بقدر ما هو دعوة إلى نبذ العاطفة وتحكيم العقل لأن السوق لا تؤمن عواقبه.
هذه نصيحة محب مقصود منها الانتباه وأخذ الحيطة والحذر حتى نتعدى هذه المنطقة صعودا أو نزولا لتتضح الرؤية، وليست دعوة للخروج من السوق وتقبلوا تحياتي.