رغم أني لم أحضر الغارة التي حدثت اليوم إلا أنني شاهدت بعد ها آثار الدماء وأصوات آنين المنهوبين الذين اختنقت في صدورهم الأنفاس ، واستمرت ضربات قلوبهم متسارعة عندما فقدوا ما بأيديهم ، أسأل الله أن يعوضهم خيرا منها.
في الحقيقة ما حدث اليوم من نزول قاسي شارك فيه المتداول الصغير ومن يستطيع أن يؤثر في السوق على حد سواء ، فالمتداول الذي لم يسمع نصائح الناصحين بجني أرباحه أولا بأول ، حيث كان أحبابنا في المتابعة وحتى في الموضوعات يكتبون نقاط للأسهم وملوا من تكرار النداءات بأن التزموا بنقاط السهم ، وكان المفترض متابعة السهم فإذا عجز عن الاختراق تقوم بجني ربحك وتنتظر منه الاختراق أو تذهب لسهم بديل ولا تحضنه عدة أيام وأسابيع لعله يصل الهدف الكبير هذا من جانب ومن جانب آخر تزايد البيوع بعد وصول الأسهم إلى النسب السفلى ، أما ما يتعلق بالهوامير فهم بلا شك يسعون بمثل هذه الغدرات إلى التهام ما في أيدي صغار المتداولين بلا رحمة.
وحالة اليوم من وجهة نظري كمتداول عادي ليست واحدة من الثلاث التي تحدث في أسواق المال وهي:
أولا : جني الأرباح لأنه في أكثر من جلسة يتراجع بسبب الجني.
ثانيا: إذا قلنا إنه تصحيح فقد لا يكون التصحيح بهذا العنف ، ولأن المؤشر كان يصحح في فترات مضت ويرجع لإغلاق القابات واختبار نقاط الاختراقات.
ثالثا: الانهيار مسبباته أكثر وأكبر مما هو موجود في سوقنا الآن، ومنها على سبيل المثال الصعود المستمر بدون تصحيح لفترات طويلة مع مع ضعف السوق وحاجته إلى تصحيح المؤشرات والمراكز.
وإذا اعتبرنا أن هذا يدخل في مصطلح التصحيح فإن هذا قد يذهب بنا إلى كم كبير من النقاط من آخر قمة وصلها، لأنه بالنظر الى المؤشر فإنه أكثر من مرة يعود أدراجه بعد الوصول إلى بحر 8500 للتصحيح حيث وصل 8571.63 بتاريخ 18/8/2019 ، ثم تراجع إلى 7396.60 بتاريخ 16/10/2019 بعد ذلك عاد صعودا إلى 8490.38 بتاريخ 19/1/2020 ثم تراجع للتصحيح فوصل 5959.69.
وأرجع في الختام لأقول بأن ما حدث ـ وإن كان يعتبر تصحيحا ـ إلا أنه غدرة مقصود منها إخافة الصغار وأخذ ما في أيديهم ، ثم يتلوه نزول لتحطيم آمال من بقي لدهم شيء من الأمل يتلوه مرحلة تجميع وتداول أفقي ممل كالمعتاد قد تمتد إلى نهاية السنة المالية وندخل في دوامة النتائج السنوية وهذا مالا نتمناه.