اكفهر الجو، وتلبّد بالغيوم..
لمع البرق.. قصف الرعد..
المطر أصبح وشيكًا..
هطل المطر بغزارة..
أقبل الليل، وحلّ الظلام..
سالت الشعاب ، وامتلأت الأخاديد..
زخم الوادي بالماء؛ فانساب بين ردحاته جمًّا غزيرًا..
هناك في تلّةٍ قريبة من الوادي..
كوخ متهالك..
لا يقي بردًا، ولا يكنُّ مطرًا..
تقطنه أسرة فقيرة.. شرّدها الحرب، وألجأها العوز، وفرّقها الهرج..
يؤذيها البرد، ويزعجها المطر!!! ويؤلمها الجوع.
إنها ضحية الحرب. وما أدراك ما الحرب!
ضحية البطش. وما أدراك ما البطش!
ضحية الخذلان. وما أدراك ما الخذلان!!!
ضحية الفقر وما أدراك ما الفقر!!!
تلك عيّنة وحيدة لآلاف الأسر؛ بل وربما للملايين في عالمنا الإسلامي العريض..
ماذا عملنا لهم؟!
ماذا قدّمنا لهم؟!
بل. هل حسّينا بهم؟!
ماذا وهل؟!
وهل وماذا؟!
إنّ المصاب عظيم.
وَإِنَّ الخطب لجلل.
وَإِنَّ الأهوال والفواجع، قد فاقت الوصف، وأعجزت القلم؛ وَإِنَّ الحاجة قد فاقت كل وصفٍ وتعبير.
أين أنتم يا أمّة المليار؟!!!
أين أخوّة الإسلام؟!!!
أين إيثار الأنصار؟!
أين سخاء المهاجرين؟!
فمن لهم بعد الله!
ألا هبّوا واستهبّوا، وقدموا ما تطيقون، وما تستطيعون؛فإنّ الواجب علينا عظيم، ومناطه جسيم؛ وإننا لا نعذر، ولن نعذر في التخلي عن مسؤلياتنا، وواجباتنا، وما يمليه علينا ديننا.
فعلى كل فردٍ منّا تقديم ما يستطيع، وكلنا يستطيع؛ فليست الإستطاعة محصورةٍ في طريقٍ واحد، أو نوعٍ محدّد؛ فالوسائل متعدّدة كثيرة، وهي في متناول اليد.
والله العظيم إننا سوف نُسْأَل عنهم ، وعن تقاعسنا ونكولنا عن مسؤلياتنا وواجباتنا نحوهم.
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين، وأخرج من بينهم أمّة مُحَمَّدٍ- صلى الله عليه وسلم- سالمين غانمين.
اللهم أغث أهلنا وإخواننا في كل مكان.
اللهم كن عونًا لهم، ولا تكن عليهم.
اللهم عافهم وأعف عنهم.
اللهم ردنا إليك ردًّا جميلًا.
بقلمي
محبكم أبو باسم.