من ذكريات التدريس في القرية:
مهنة التدريس ليست من المهن السهلة البسيطة؛ كما يظنه البعض، وليست هي كذلك مهنة من لا مهنة له كما يدعي البعض الأخر أبدًا؛ بل هي من المهن الصعبة المعقدة.. وهي في نفس الوقت من المهن الحساسة أيضًا..
تمر بالمعلم كثيرٌ من المواقف التعليمية والسلوكية؛ والتي تحتاج إلى تدخل وإنهاء فوري، لتلك المواقف، وتلك المشكلات..
إهمالها وتأجيلها يؤدي إلى عواقب وخيمة، وترسبات سيئة.
الفروق الفردية بين التلاميذ؛ تجعل التعامل معهم معقد وذو صعوبة بالغة.
تلك أبجديات ومفازات؛ لا يحسها ولا يعيها، إلا من خاض غمار المهنة ، وغاص في لجتها.
وفي المقابل هناك مواقف طريفة ومضحكة، تتخلل العملية التعليمية والسلوكية تمر بالمعلم بلا شك...
بالنسبة لي مرّ بي الكثير من المواقف الطريفة؛ سأذكر هنا من تلك المواقف موقفين فقط:
الأول يخص الصغار.
والأخر يخص الكبار.
في الصف الرابع أو الخامس لا أذكر تحديدًا؛ كان لدي درس في التعبير، وكان موضوعه الملك عبدالعزيز رحمه الله).
بعد مناقشة الدرس مع التلاميذ، وكتابة عناصره على السبورة؛ طالبت التلاميذ بالتعبير عن الموضوع في دفاترهم وفق العناصر المكتوبة..
بعد الإنتهاء جمعت الدفاتر للتصحيح.
وكان مما كتبه أحد التلاميذ بعد ذكره لعدة صفات للملك الراحل رحمه الله.
كتب: والملك عبدالعزيز يصبر على الجوع والعطش..
هكذا كتبها؛ فلم أتمالك نفسي من الضحك.
والموقف الأخر جمعني مع الكبار طلاب الليلي، وكان جلهم من الشِّيبان.
كانت الحصة إختبار لمادة الرياضيات..
كتبت الأسئلة على السبورة، وكانت عبارة عن جمع وطرح، وضرب وقسمة، أربعة أسئلة؛ كل سؤال مسألتان..
طالبتهم بالبدء في الإجابة..
وانشغلت أنا بالمرور بين الصفوف؛ كي أتأكد من كتابة الأسماء، وللملاحظة..
....... أحد الدارسين، يجلس في أول الصف..
لاحظت أنّ لديه شيء مريب، تحركاته غير طبيعية..
خرجت من الفصل، وبعد دقيقة أو دقيقتين رجعت؛ فارتبك ..........
ما بك يا ......
ما الذي أخفيته في الماسة..
أرني ما هذا؟!!!
كأنه برشام..
نعم إنه برشام..
لم أرَ مثله في حياتي..
ورقة كاملة مليئة بالمسائل المحلولة..
لا عليك يا ......؛ سأريحك منها..
أخذتها.. وضعتها في جيبي
والآن، أكمل الإجابة ياعزيزي.
واصلت الملاحظة، وكأن شيئًا لم يكن.
بقلمي
محبكم أبو باسم.