المرأة في الإسلام:
لقد شرّف الإسلام المرأة وأعلى من شأنها، وانتشلها من حضيض الدركات الآسنة إلى ذروة المجد والعز والكرامة ، وجعلها جوهرة مكنونة، ودرة مصونة، وضمن لها حقوقها المسلوبة، وأرجع لها كرامتها المهدور. بعد أن كانت سلعة لا قيمة لها، ولا نصيب في هذا الكون الواسع.
إنّ الإسلام قد أنقذ المرأة من أساليب الت**** والضغط، والتضييق، ولا سيما من أنواع الإضطهاد التي كانت عليها لدى الرومانيين، وأنقذها من قسوة أمثال فالتيان وأساقفة الكنائس وأربابها في عهده القاسي، أولئك الذين لم يكن أي رحمة في قلوبهم للمرأة المظلومة.
إن الإسلام قد أنقذ المرأة من التعصبات المذهبية ومن أنواع الظلم والتعذيب، ومن سلطة الزوج في قتلها، ومن تعدد الزوجات غير المحدود، ومن سائر الحالات السيئة التي كانت عليها لدى تقاليد إسرائيل في جميع طوائفها.
إنّ الإسلام قد أنقذ المرأة من أن تعتبر متاعًا يباع ويُشترى ، وأقرّ لها شخصية إنسانية.
إن الإسلام قد أنقذ المرأة من عادات فارس الظالمة وقسوتها، وأنقذها من عقيدة فارس الخاطئة التي كان من واجب المرأة أن تخضع لها طول حياتها رضيت أو أبت.
إنّ الإسلام قد أنقذ المرأة من الحرمان من الحقوق ، وأنقذها من كونها جزءًا من الثروة، وأنقذها من كونها ميراثًا. وأنقذها من تعدد الضرات غير المحدود، ومن سائر الحالات الظالمة التي كانت تعيش بها لدى العرب في عهد الجاهلية.
لقد ساوى الإسلام بين جميع النساء في الحقوق والواجبات، فلم يسمح لامرأة أن تتميز على أخرى في حق من الحقوق لأنها من طبقة إجتماعية أعلى من سواها، كما لم يضاعف عليها واجبًا لأنها من طبقة إجتماعية أدنى.
وساوى الإسلام بين المرأة والرجل فيما من شأنه أن تكون فيه مساواة كالحقوق والواجبات التكليفية فكل المؤمنين أمام الله سواء يكلفهم ويحاسبهم على آداء ما كلفوا به.
وكان من نتيجة ذلك أن أعطى الإسلام للمرأة مكانة لم تحط بها في ظل أي حضارة أخرى قبل الإسلام أو بعده، وَإِنَّ هذه المكانة تمثلت في تلك الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة في مختلف أطوار حياتها.
إنّ تحرير المرأة ومهمتها في المجتمع قضية واضحة في دين الله، لذلك جاءت التشريعات الخاصة ببناء البيت المسلم والمجتمع المسلم، وبالعلاقات بين الرجل والمرأة محدودة وواضحة؛ بل إنّ الأصل الذي قام عليه مبدأ الذكر والأنثى في الكون هو الذي أصّله الدين، وهو وضوح هوية المرأة، ووضوح مهمتها في الحياة.
لقد تخصص كل من الرجل والمرأة بمهمة لا يستطيع الآخر أن يقوم بها بالصورة المطلوبة فلكلٍ مهمته واختصاصة، وهما مكملان لبعضهما البعض، وبهما تسير الحياة وتعمر الأرض.
كثير من الأيات في الكتاب الكريم تحدثت عن المرأة وبينت حقوقها ومكانتها وفضلها.
وكذلك في السنة الشريفة
قال تعالى:((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زوجها ليسكن إليها))
سورة الأعراف أية:١٨٩
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا ونِسَاء ...))
سورة النساء أية:١
يقول ابن جرير الطبري في تفسيره لهذه الأية: احذروا، أيها الناس ربكم. في أن تخالفوه فيما أمركم وفيما نَهَاكُم ، فيحل بكم من عقوبته ما لا قبل لكم به.
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد، معرفًا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة، ومنبههم بذلك على أنّ جميعهم بنو رجلٍ واحدٍ وأمٍ واحدة، وأنّ بعضهم من بعض، وأنّ حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه، لإجتماعهم في النسب إلى أبٍ واحدٍ وأمٍ واحدةٍ، وأنّ الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض، وأنْ بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم، مثل الذي يلزمهم من ذلك النسب.
وهذه قاعدة عظمى لوحدة النوع الإنساني يفاخر بها المسلمون على مر الدهور.
بقلمي.
مع الإستعانة ببعض المراجع.
محبكم أبو باسم.