عن أبي هريرة -رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
اللهم ارحم موتانا، وجميع موتى المسلمين.
ليست الدنيا بدار قرار؛ وإنما هي دار عبور وممر، (( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)).
كل يوم يعصف الموت بالأرواح عصفًا في ميعادٍ محدّد، وأوان لا يتقدم ولا يتأخر؛ بأمر المحيي المميت جل في علاه.
رحل الأجداد والأباء، تمت أجالهم، وتصرمت أيامهم، وأودعوا القبور؛ فانقطعت أمالهم، وأحلامهم، وأعمالهم.
لقد مضوا إلى غير رجعة، وأفضوا إلى ما قدموا، فهم رهيني أعمالهم وما قدموا.
أحزننا الفراق، وأبكانا الرحيل؛ ولكن تلك سنة الله في خلقه؛ فلا أحد خُلق للخلود في الحياة الدنيا.
فإنا لله وإنا إليه لراجعون.
فكرت مليّا في حالنا وحالهم.
حزنّا عليهم. ثم ماذا؟!
بكينا عليهم. ثم ماذا؟!!
أرسلنا الآهات والزفرات لفراقهم. ثم ماذا؟!!!
لم يفدنا ذلك. ولن يفيدهم.
رجعت لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم السابق، فتهللت بشرًا، تهللتُ بشرًا.
سنفيدهم بعون الله سنفيدهم. ورب الكعبة سنفيدهم !!!
كل الأعمال بعد الموت يقف إمدادها؛ إلا:
الصدقة الجارية.
العلم الذي يُنْتفَع به.
الولد الصالح الذي يدعو له.
وجلّها أو كلّها في حوزتنا، وبين أيدينا.
فنحن أبناءهم؛ سندعوا لهم.
وهم إخواننا؛ فسندعوا لهم.
فالدعاء يملكه كل أحد، ويدعو به لكل أحد.
والصدقة الجارية، وما أدراك ما الصدقة الجارية؛ نستطيع بالتكاتف، والتعاون أن نوقف لهم ما نشاء:
بناء المساجد، حفر الأبار، طباعة الكتب، وقف المصاحف... أشياء كثيرة نستطيعها.
إذًا علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي؛ وباستطاعتنا فعل شيء.
هم بحاجة إلى صدقة واحدة؛ فما بالنا ونحن نستطيع فعل الكثير.
علينا بالعمل سَوِيًّا.
هذا من التعاون على البر والتقوى.
هذا من البر والصلة.
لو كان أحدنا مكانهم؛ لتمنى أدنى من ذلك.
دعونا نعمل، نتكاتف، نتعاون، ونتساعد؛ فالعمل الجماعي، يكون سهلًا هيّنًا.
لو قامت كل خصلة من القبيلة بتبني هذا العمل لموتاهم؛ لكان ذلك عملًا عظيمًا، فهم بأشد الحاجة لمثل تلك الأعمال.
وثقوا بِأَنَّا عندما نقدِّم لأمواتنا عملًا مفيدًا، فسيقيّض الله لنا بعد موتنا من يقدّم لنا عملًا مفيدًا.
بقلمي
محبكم أبو باسم.