هناك مثل يقول فلان مثل رَضَّاح العَبَسْ ، وأراه ينطبق على بعض المتداولين في السوق.
هذا المثل دارج في نجد ، وقبل سرد قصة المثل ومن نعني به أُوضح بعض معاني كلماته:
رَضَحَ الشيء : دقه بالحجر وكسره.
والعَبَسُ : نوى التمر عند غالبية حاضرة نجد ويسمى أيضا الفصم وعند أهل البادية العجم.
أما قصة المثل أن أحد الناس أوكل إلى شخص القيام بتكسير كمية كبيرة من نوى التمر بأجرة معينة وكان المكان بجوار بئر المزرعة لكي يخمر بالماء ليكون طعاما للمواشي والنوى يُكسر على صخرة كبيرة بنوع قوي من الحجر.
قام هذا الشخص بمهمته وتصَّبر على أدائها لإنهاء كامل الكمية، ولكنه في آخر لحظة وحيث لم يتبق معه سوى نواة واحدة ضاق بها والتفت ورماها في البئر وكان هناك من يراه دون علمه ، فخسر الأجرة لعدم تمام العمل ، فذهب عمله ذلك مثلا يضرب لكل من نفذ صبره.
أما المعني بالمثل فهم أحبابنا الذين يشترون أسهم أحيانا في قمة ثم يتراجع السهم لتبدأ فيه مرحلة التجميع من جديد ، فيقرر أن ينتظر لحين عودة السهم على الأقل لسعر الشراء ليحصل على رأس ماله ، ولكنه لا يستطيع الانتظار لقلة صبره ويبدأ يتضجر ويلوم نفسه ومن كان سببا في دخوله السهم كتفريغ للشحنات التي امتلأت بها نفسه ثم لا يلبث أن ينفد صبره ويبيع والسهم في قاع ، وقاب قوسين أو أدنى من الانطلاق إلى الأعلى. فإذا انطلق السهم أخذ يندب حظه ويقول تنفيسا لو كان معي ما صعد.
وهنا يضرب هذا المثل حيث لم يكمل صبره على ما تبقى من الوقت وباع حين تبقى أيام قلائل أو ساعات ، كمثل ذلك الذي لم يصبر على ما تبقى من العبس وعجز عن حبة واحدة فخسر بسبب تصرفه ذلك.