التأرجح الذي يشهده السوق في الآونة الأخيرة حدث على إثر الإرتفاعات المتتالية للمؤشر وبعض الأسهم ولازال المؤشر مستمر في الانخفاض التدريجي من مستويات 11063 وحتى وصل 10923 بما يعادل 140 نقطة على مدار عدة جلسات ولا تزال الصورة غير واضحة.
السؤال الذي يقف أمامه الجميع في سوق الأسهم هذه الأيام حائرًا بينما يشعر بأنه عاجز عن التصرف حياله هو: ما العمل؟
ومتى ستنتهي هذه الدوامة؟
هل الأنسب الخروج خصوصا وقد تبقى بيننا وبين الإجازة أسبوع عمل فقط؟ أم أن هذا هو وقت الدخول واقتناص عدد من الأسهم المتراجعة؟
نحتفظ بالأسهم المتراجعة أم نبيعها؟
متى سيرتد السوق؟
وهل سيرتد ارتداد يروي عطش المنتظرين؟
ولأني لا أستطيع أن أجد إجابة حاسمة لمثل هذه الأسئلة في مثل هذا الوضع فإنني أقول سددوا وقاربوا.
أولا بأخذ الحيطة والحذر بالمحافظة على أي ربح وجنيه أولا بأول وهذا ليس بثا للذعر ولكن مسايرة لوضع السوق فعدم الوضوح يستلزم ذلك.
ثانيا أن الأحلام الوردية في ظل الركود وجني الأرباح بعد الاتفاعات الكبيرة لكثير من الأسهم قد تكون سببا في تدمير مكاسبك فالنظرة المتفائلة المفرطة تهدد بفشل الوصول إلى ما نتمنى إذا لم تكن واقعية ومغلفة بالمنطق السليم ، وهذه الأوضاع تؤثر بلا شك على المضارب بشكل أساسي أما المستثمر قد لا تعنيه طالما السوق يتداول بشكل عرضي وبعيد عن الأزمات الكبيرة.
وعلى ذلك فإن وضع السوق هذه الأيام لا يسمح بإطلاق التفاؤل حتى لا نقع في الفخ ، خصوصا أنه لا أحد هنا يستطيع القول بأن السوق وصل بالفعل إلى منطقة الارتداد وبالتالي ينبغي على الجميع التمسك بمراكزهم أو زيادتها، لأن فترة جني الأرباح مستمرة ولا نعلم متى ستنتهي ولا ما ستؤول إليه .
والنصيحة التي أراها مناسبة لمن تضرر من المتداولين في السوق وهم الذين اشتروا الأسهم الموجودة في محافظهم الآن بأسعار أعلى من الأسعار الحالية، ووجدوا أنفسهم محاصرين بين خيارين أحلاهما مر: البيع الآن بخسارة لكي ننقذ ما يمكن إنقاذه ، أوالبقاء حتى لا تفوت فرصة ارتداد السوق.
أقول لهم البقاء أفضل ولا للبيع بخسارة ، لأن التراجع الحالي لم يكن بسبب أزمة أو تغير بمراكز الشركات للأسوأ أو تدهور أعمالها ، بل هو مجرد انعكاس لحالة جني أرباح استمرت أكثر من المعتاد فالمطلوب أن نكون أكثر هدوءً واستقرارًا من الناحية النفسية ونتصرف بتعقل.
أخوكم عطالله
أبوعمر