إن الأحلام الوردية بانتظار تحقيق الأهداف البعيدة للأسهم وعدم جني الأرباح في وقتها تهدد بتدمير المكاسب في سوق الأسهم وربما امتدت إلى التسبب في تآكل رأس المال. فالنظرة المفرطة قد تهدد بفشل الوصول إلى ما نتمنى وعلى عكسها فإن النظرة المتزنة والمتعقلة المبنية على دراسة السهم تقود إلى النجاح بإذن الله.
كذلك فإن مما يجلب لنا الخسائر كثيرا هو الدخول والخروج العشوائي الغير منضبط بقواعد السوق حرصا على الكسب السريع، ولهذا فإن كثيرا من المتداولين يقع ضحية لأبواق التطبيل أو الارجاف التي تدفعه إلى الشراء أو البيع ، فإذا ما وقع في خسارة بسبب هذا التصرف بدأ يولول ويندب حظه وكان بإمكانه البحث عمن يساعده من المحللين وأصحاب الخبرة الثقات قبل الاقدام على أي تصرف إذا كان لا يحسن دراسة وضع الشركة ومركزها المالي ويعرف مسار السهم.
فلا تكن أخي العزيز ممن يتعرض لصدمة الواقع نتيجة التداول العشوائي واجعل تداولك مدروسا وباستراتيجية واضحة حتى تضيق الفجوة بين المتوقع والواقع السيء لا سمح الله.
أخي الحبيب :
وعلى الرغم من عدم وجود طريقة محددة لتحقيق الكسب في الأسواق المالية إلا أن هناك طرق في مجملها تساعد على الكسب والحفاظ على رأس المال وخصوصا لنا في هذا المنتدى المبارك والذي يزخر بنجوم لامعة من المحللين والكتاب ممن هم محل ثقة الجميع ويقومون بمساعدتنا فيما نحتاج إليه من معلومات .
ومن الطرق التي تساعدنا بعد التوكل على الله واستشارة أهل الخبرة والتحليل ما يلي:
أولا: عدم شراء سهم لا تعرفه وبدون استشارة لأن هذا تهور وتصرف عشوائي فقد يؤدي ذلك إلى خسائر فادحة.
ثانيا: تنويع الأسهم في المحفظة وهو المشهور بعبارة ( لا تضع البيض في سلة واحدة). لأن وضع السيولة في سهم واحد يعيق استفادتك من حركة السوق في حال نزول السهم عن سعر الشراء وخصوصا إذا طالت فترة التجميع وأنت متعلق فيه.
ثالثا: بالنسبة للمستثمر لابد من متابعة النتائج الفصلية والتي يقرر على أساسها الاحتفاظ بالسهم من عدمه.
رابعا: عدم الطمع بانتظار الأهداف البعيدة للسهم وجني الأرباح أولا بأول بحسب النقاط التي يضعها المحلل ، بمعنى أبيع وأدخل مرة أخرى ربما بأقل من سعر البيع.
خامسا: عدم الشراء أو التعديل أثناء نزول السوق إلا بعد استقراره إما بالتوقف عند قاع سابق أو تكوين قاع جديد يكون منه الارتداد الحقيقي. أما من يجيد المضاربة في ارتدادات النزول أو الصعود وخاصة الوهمي فلا بد من تفعيل قاعدة (كل فطير وطير) أو ( اضرب واهرب).
سادسا: الحذر من الركض خلف القطيع بحيث يبيع بمجرد خبر عابر أو تصريح مسئول يُضْرب فيه السوق في يومه ثم يرجع من غده أفضل من أمسه وقد باع المسكين أسهمه ‘ ثم ركض ليشتريها بأعلى.
سابعا: تجاهل التحليلات لسهم معين عند النزول الجماعي للأسهم وخاصة أسهم الشركات ذات الخسائر.
ثامنا: لأن سوقنا لا تنفع فيه الاستراتيجيات طويلة المدى للاستثمار فإنه ينبغي على المستثمر أن يشتري بنية البيع.
تاسعا: عدم التنقل السريع بين الأسهم (المطامر) ، لأن ذلك أقرب إلى تفويت الفرص فقد يرتفع السهم المباع وينخفض السهم المشترى ، إلا في حالة وجود سهم ثقيل التحرك ولا يوجد مؤشرات لصعوده مما يورث التردد بين البيع بخسارة أو الانتظار لتحقيق الهدف ، فإن من المناسب بيع نصف الكمية للمضاربة بها وإبقاء النصف الآخر في السهم.
عاشرا: وهو عندي أقوى تلك النقاط للمحافظة على الأرباح أو رأس المال ألا وهو وقف الخسارة. فالمفروض تفعيلها في حالة إغلاق السوق دونها إذا لم تتوافر معلومات تدل على أن السهم قوي وسيعود بسرعة.
أرجو للجميع التوفيق وأعتذر عن الإطالة ، وأختم هذا الموضوع بكلمة شكر وامتنان إلى عاشقي العطاء وأصحاب النفوس الأبية ، الذين عملوا الكثير من أجل إسعاد أعضاء وزوار هذا المنتدى ، وبذلوا من أوقاتهم الثمينة رجاء ما عند الله. وأرجو منهم التصويب والإضافة لما يرونه يخدم الموضوع.
محبكم
عطاالله / أبوعمر
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد أبو محمد
