هارون الرشيد والجارية وأبو نواس
أرق الرشيد ليلة فقام يمشي في المقاصير فرأى جارية لطيفة الشكل بديعة المنظر فأيقظها، فقالت وقد علمت به: يا أمين لله ما هذا الخبر؟ فقال:
هو ضيف طارق في حيكم *** يرتجي المأوي إلي وقت السحر
فقالت بسرور سيدي أخدمه *** إن رضي بي وبسمعي والبصر
فلما أصبح أحضر أبا نواس وقال له: أجز (يا أمين لله ما هذا الخبر )
فأنشد:
طال ليلي حين وافاني السهر *** فتفكرت فأحسنت الفكر
قمت أمشي في مكاني ساعة *** ثم أخري في مقاصير الحجر
وإذا وجه جميل حسن *** زانه الرحمن من بين البشر
فلمست الرجل منه موقظا *** فرنت نحوي ومدت لي البصر
وأشارت وهي لي قائلة : *** يا أمين الله ما هذا الخبر
قلت ضيف طارق في حيكم *** يرتجي المأوي إلي وقت السحر
فأجابت بسرور سيدي *** أخدم الضيف بسمعي والبصر
من كتاب : نوادر العشاق - إبراهيم زيدان