الوضع الحالي للمؤشر العام والشركات جعل الكثير يتساءل عن وضع السوق السعودي خلال هذه الفترة ، ولعلي أطرح هنا أبرز تساؤلات الناس سواء في المنتديات أو في مجالسهم وأبدأ مستعينا بالله مستفتحا بسبب نزول السوق.
يعلم الجميع أن السوق استمر في الصعود وهو بحاجة إلى التصحيح بين فترة وأخرى ، كما أن الشركات صعدت خلال الفترة الماضية وغالبها أعطى بسخاء ناهيك عن صعود شركات مضاربية الى مستويات غير منطقية بل إن بعضها وصل إلى 100 ريال وأكثر من سعر 20 ريال وأقل في فترة قياسية ، لأنها كانت تجميع لفترة طويلة وبأسعار متدنية وخصوصا من بداية أزمة كورونا ، حيث بدأ رفعها من قبل مضاربين أو قروبات بهدف تحقيق أرباح سريعة وساعد على ذلك التزاحم على الشراء من المتداولين لتواصل الصعود وتحقق بعضها أكثر من تدبيلة ولكي يتم التصريف وخروج السيولة بشكل سلس تم طرح أهداف بعيدة ووعود بتحقيق تدبيلات خلال أشهر ، لتبقى أسهم تلك الشركات التي في الغالب تآكل رأس مالها وهي لا تستحق هذه الاسعار في محافظ صغار المتداولين الصغار ورغم تراجعها الحالي لا تزال هذه القروبات رابحة ولذا تتواصل البيوع فيها ويزيد تعلق أغلب من كان يلهث خلف السراب.
إذا علم ذلك فالسؤال التالي إلى متى سيستمر النزول؟ ، يستمر النزول مع استمرار البيع واستمرار البيع بسبب وجود شركات لا تستحق القليل من سعرها الحالي والذي يبيع مثلما قلنا ربحان لأنه أخذها من قاع هذا جانب ، الجانب الآخر هو حالة تصفية شركة الخضري التي أخافت من لديه أسهم في شركات الأعلام الحمراء فأصبحوا يبيعوا للتخلص منها لوجود تخوف من نتائجها للربع الرابع وان تتزايد خسائرها خصوصا في حالة عدم الموافقة على زيادة رأس المال ، لذلك هناك من يبيع فيها ويتواصل نزولها
كل هذه دواعي لاستمرار النزول بعيدا عن احتمال تزايد خسارة بعض الشركات لأكثر من ٦٥٪ والتي تؤدي إلى تسييل محافظ التسهيلات البنكية التي اشترت عند القمم ولا نتمنى أن يصل الأمر إلى هذا.
طيب هل متوقع أن ترتد أسعار الشركات إلى ما قبل هذا النزول؟ ، بالنسبة للشركات التي لم تتضخم أسعار أسهمها ، والشركات التي لديها محفزات واعلاناتها إيجابية المتصور أن تتفاعل مع اعلاناتها ، أما الشركات التي نتائجها مخيبة ربما يكون لها ارتداد في حالة وجود موجة صاعدة لعموم شركات السوق ، ولكن يصعب تحديد متى يكون هذا الارتداد لأنه بعد مرحلة جني الأرباح ربما يكون هناك مرحلة تجميع قد تطول وقد تقصر لوجود مؤثرات منها تصحيح القطاع البنكي وأسعار البترول والأسواق العالمية. فإذا سارت الأمور على مايرام فسنسعد بوجود موجة صاعدة قد تتعدى ما وصلنا إليه قبل النزول من قمم.
أما عن الشراء الآن أو التعديل فلا أجزم بشيء مع أن المؤشر حاليا أصبح في مناطق تشبع بيعي ولكن الافضل الانتظار حتى تصحح جميع أو أغلب القطاعات المؤثرة ويسند ذلك أن المؤشر لا زال ينزف وكان متوقع أن يصل إلى أقصى نقاط التصحيح وهي 11130 والتي توقف اليوم قبلها عند 11149
هذا والله أعلم.