في القهوة..
قال برهان الدين المبلط المتوفي سنة 948هـ:
ياعائباً لسواد قهوتنا التي
فيها شفاءُ النفسِ من أمراضِها
أو ما يراها وهي في فنجانها
تحكي سوادَ العينِ وسطَ بياضها
في الشاي..
وفنجانٍ يُباع بمُلْكِ كسرى
لذيذِ الطعمِ والنعناعُ فيهِ
علِقتُ به وحبي فيه يربو
لِشبهِ الطعمِ فيه طعمَ فيهِ
في القهوه
أرى قهوةَ البنِّ في عصرنا
على شربِها الناس قد أجمعوا
فصارت لشُرَّابِها عادةً
وليست تضرُّ ولا تنفعُ
في الشاي
رُبَّ ساقٍ ماهرٍ في صنعتهْ
قربت آلته من غرّتهْ
عرض الشاهي بوقتٍ شمسُهُ
وهب الشاهي لها من حُمرتِهْ
قال صف لي كأسنا في صحنهِ
قلتُ: هذا قمرٌ في هالتهْ
في القهوه
سَقَتْني قهوةً في جنحِ ليلٍ
وفي يدها خضابٌ كالمدادِ
فقهوتها وكفّاها وليلي
سوادٌ في سوادٍ في سوادِ
في الشاي
وقال محمد أفندي جادالله:
أينكر إكسيرٌ ويودي به النكر
وفي الشاي آياتٌ يَحار بها الفكر
تأمّلْ تجدْ ما قيل فيه بعينه
بهاً بيّناً كالشمس يظهرها الظهرُ
وبعضهم هجا القهوة والمقاهي:
أقول لأصحابي: عن القهوة انتهوا
ولا تجلسوا في مجلسٍ هي فيهِ
فليست بمكروهٍ ولا بمحرم
ولكن غدت مشروبَ كلّ سفيهِ
في الشاي قالو
وسوداءَ قبل الطبخ حمراءَ بعده
بدت بين أحبابٍ كرامٍ نجائبِ
وأعني بها الشايَ المباحَ شرابُه
فشربُك ينفي عنك همّ النوائبِ
ثلاثة أقداح وإن شئت رابعاً
فهذا نصاب الشاي عند المذاهبِ
وقال مامية الرومي:في القهوه
أنا المعشوقة السمرا
وأُجلى في الفناجينِ
وعودُ الهندِ لي عطرٌ
وذكري شاع في الصينِ
وقيل في الشاي
نعنِع الكأس إن أردت سقاءنا
لا خير في كأسٍ بلا نعناع
وإذا أردت قرابتي ومودتي
زدني على ثلثيها برباع
تحياتي