كثير من الناس يفرح بالزلة والخطأ، ويرى أن هذا من المكاسب التي حصلها
، وأنه قد عثر على شيء ينبغي أن يُنتهز، ولربما يبتزه بهذا ويهدده أن يفضحه
.انظروا إلى الشبكة في الإنترنت، يأتي من يخترق المواقع، ويخرج أشياء خاصة للناس
،
ثم يهددهم بها، الله سترهم ويأتي ويقول: هذه الصور سننشرها وسنفضحكم بكذا
،
وربما يطلب منهم مالًا.فالمؤمن لا يفرح بزلة أخيه ولا بخطئه، ولا بوقوعه بشيء من الخلل أو الخطأ
أو الانحراف، فإذا رأى شيئًا من ذلك آلمه وستره ونصحه وسدده.
أما أن يذهب ويتكلم قائلا: فلان ما تدرون عنه، أنا الذي أعرفه رأيته يفعل كذا،
هذا إذا كان تبدت له هذه الأمور، فكيف إذا كان هو الذي يتطلبها ويتتبع عورات الناس،
والنبي ﷺ يقول:من يتَّبِع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته[3]
والجزاء من جنس العمل، فهذا سعي وعمل قبيح، تعجل عقوبته في الدنيا قبل الآخرة، والمؤمن الذي يريد النفع
للناس وهو صادق في ذلك هو الذي يرفع مَن وقع لا يزيده وقوعًا، رأى إنسانًا سيقع يدفعه أكثر؟، لا، يرفعه،
يحمله، ينتشله، يسدده، يقوِّمه، هذا هو الناصح، أما الذي يذهب ويتكلم ويتحدث ويفشي عيوب الناس فمثل
هذا غاش وليس بناصح ولا يحب لهم سدادًا ولا رشدًا، فهذه معانٍ نحتاج أن نبثها في المجتمع، أن تراعى دائمًا
في تعاملنا وأخلاقنا وسلوكنا مع الآخرين.
والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم .
والحمدلله رب العالمين .