النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    بيان الأغاليط (2) تحريفهم لـ ( لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا )


    .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    رابط سابق :

    بيان الأغاليط(1) تحريفهم لـ (وترى الجبال تحسبها جامدة.) على دوران الأرض

    ـــــــــــ



    عندما أخبر رواد الفضاء أنه توجد منطقة مظلمة لا يرون فيها شيئًا ، قال المنهزمون أمام الحضارة الغربية : هذا موجود عندنا في كتاب الله !

    فحرفوا قوله تعالى : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ

    ليتوافق مع كلام رواد الفضاء !

    والآية لا تدل على هذا ، بل الآية أبلغ من هذا، وتحريف هؤلاء يكون فيه تصديق لكلام المشركين بعدم وجود ما يجعلهم يؤمنوا، وفيه نسبة اللغو للقرآن الكريم، كما سيأتي بيانه بعد قليل بمشيئة الله.


    فالآية : تتكلم عن عناد المشركين وعظيم كفرهم، حيث أنهم طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي لهم بالملائكة إن كان صادقًا، فرد الله عز وجل عليهم طلبهم ثم أخبر عنهم بهذه الآية !

    أي أنه حتى لو فتحنا لهم بابًا من السماء فرأوا الملائكة بأعينهم تنزل وتصعد ، أو هم أنفسهم ظلوا يعرجون في السماء ورأوا الملائكة والآيات العظيمة تشهد لهم بصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، لجحدوا وأنكروا .

    وهذا فيه بيان لشدة عنادهم وإصرارهم على الكفر وعدم التصديق !

    وهذا نظير سؤالهم أن ينزل عليهم كتابًا من السماء فكان الجواب : وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ .

    فلو لمسوا الكتاب بأيديهم سيقولون : هذا سحر ! وكذلك هنا، لو رأوا هذه الحقائق بأعينهم سيقولون : هذا سحر !


    فالآية لا تخبر عن ظلمة وعدم رؤية ، وإنما تخبر عن أمر لو حدث ستكون فيه الرؤية واضحة لهم فيرون فيها من الآيات ما يدل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام ويشهد له.

    وتخبر عن عنادهم وكفرهم بأنهم لن يؤمنوا حتى ولو رأوا ما يطلبونه من النبي عليه الصلاة والسلام .

    وفائدة الإخبار عن الإضراب لبيان أنهم لن يؤمنوا فالتكذيب منهم حاصل حاصل، ولكنهم يترددون في كيفية التكذيب ففي بداية ترددهم يقولون : أُعميت أبصارنا فلم نر شيئًا! ثم يضربون عن هذا فيقولون : بل نحن قوم مسحورون .

    لكن على رأي هؤلاء المنهزمون سيكون كلام المشركين صحيح ! فهم لن يروا شيئًا يدل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام، لأنهم في ظلام حالك ! وسيكون إخبار الله عنهم بأنهم سيقولون : إنما سُكرت أبصارنا لغو لا فائدة منه لأنهم سيخبرون عن واقع ! وإخباره عن قولهم : بل نحن قوم مسحورون لا يكون له معنى .

    والقرآن كلام الله سبحانه وهو منزه عن اللغو .




    لنا لقاء بمشيئة الله



    <



    .

  2. #2
    .

    .


    تابع :



    يقول الدكتور في جامعة الأزهر ( محمد نور ) :



    في تلك الآية يخبر المولى تعالى عن قوة عناد الكافرين ومكابرتهم للحق فلو أنه فتح لهم بابا من السماء فجعلوا يصعدون فيه ويعرجون حتى يطالعوا بديع صنع الله في ملكوته وعظيم قدرته في مخلوقاته واتساع مملكته وسلطانه لما صدقوا ولشكوا في هذه الرؤية وكذبوا أبصارهم وعقولهم وكافة حواسهم ولقالوا "إنما سكرت أبصارنا" أي أخذت أو عميت أو سحرنا فهي حالة أشبه بحالة السكران الذي لا يعقل.



    ثم يقول :


    القرآن الكريم وصف ظلمة الفضاء المستفاد من قوله (لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) أي أغلقت عيوننا أو غشيت لتمنع من الأبصار فلا يرى الإنسان ساعتها إلا الظلام، وهذا أمر عجيب فما عرف الإنسان ظلمة الفضاء إلا في مطلع الستينيات من هذا القرن حين اكتشف أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه فمجرد أن يجاوز طبقة النهار يفاجأ بظلمة الكون الشاملة التي تحيط به من كل جانب مما يفقده النطق أحيانا أو تجعله يهذي بما لا يعلم أحيانا أخرى من هول المفاجأة وقد وصف القرآن هذه الحالة بكل دقة وجاء العلم والأقمار الصناعية لتؤكد ما تحدث به القرآن .


    انتهى النقل
    .





    وهذا في قمة التناقض !!

    فلا أدري كيف يوصفون بالكذب والعناد والمكابرة وهم سيكونون صادقون في هذه الحالة بأنهم لم يروا شيئًا يدلهم على صدق النبي عليه الصلاة والسلام ؟!

    وهذا يدلك على أن هؤلاء المهووسون يتكلمون دون تفكر وتأمل ومراجعة ، فيبطلون دلالة الآية وبلاغتها دون شعور !




    لنا لقاء بمشيئة الله


    <



    .



  3. #3
    .


    تابع :


    ويقول زغلول النجار وهو أحد كبار أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة ( بالمعنى ) : أن المفسرين منذ القرون الأولى لم يستطيعوا أن يدركوا مغزى هذه الآية العلمي، وأنهم فهموا منها أنها تشبيه من يرفض الهداية بالذي يرفض رؤية صنعة الله وقدرته في الكون !!!!



    وما على القارئ إلا أن يفتح أي كتاب من كتب التفسير ليرى كيف فهم المفسرين هذه الآية، وكيف اختلفوا في عود الضمير ، وليحكم بنفسه على هذا المتكلم !

    فانظر واعجب من هؤلاء كيف يأتون لآية واضحة المعنى، يفهمها أي مسلم، فحتى عندما كنا في الصغر لم يغمض علينا معنى هذه الآية ، وهؤلاء يأتون ويعقدونها ويتهمون المفسرين بالجهل، ويجعلون فيها من الغموض ما يُبطل دلالتها ! وأنا أجزم أن هؤلاء في صغرهم وقبل أن يعلموا عن كلام رواد الفضاء هذا، كانت الآية واضحة المعنى لهم !

    ولا أعلم ما الفائدة من الكذب على المفسرين السابقين وتجهيلهم ؟!!



    لنا لقاء بمشيئة الله


    <



    .

  4. #4
    .


    تابع :

    .


    كلام الدكتور محمد نور الذي أوردته في مشاركة سابقة ، استقاه من مقال مطول لزغلول النجار ، واعلم أخي القارئ أن كثير ممن يتكلم عن هذه الآية يجتزئها من سياقها ويتكلم عنها بمفردها ! فإذا وجدت من يتكلم عن هذه الآية احضر له الآية في سياقها :






    وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (11) كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (12) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (13) وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)




    ثم بين له أن الآية تخبر عن هؤلاء المشركين الذين يطلبون من النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي بالملائكة لتشهد له بأنه صادق في كونه مرسل من الله سبحانه وتعالى . فأخبر الله عنهم بأنهم لو فُتح على المشركين بابًا من السماء ورأوا الملائكة تشهد لهم بصدق النبي عليه الصلاة والسلام ، فإنهم سيجحدون ويكابرون .


    فلا علاقة للآية بهذه الظلمة ، فهذا تحريف لها عن مقصدها وإبطال لمدلولها، إذ لو كان الأمر كذلك سيكون المشركين صادقين في دعواهم عدم الإيمان لعدم رؤيتهم الملائكة حتى بعد أن فُتح لهم بابًا من السماء !


    هنا سيتنبه للخطأ الذي وقع فيه، إن لم يكن من المعاندين !






    ثم هل الصعود إلى الفضاء يُعتبر دخولًا في السماء ؟ وأن هذا المنفذ أو المنافذ التي صُعد منها هو المقصود بأبواب السموات ؟ أبواب السموات في القرآن والسنة أمر غيبي لا نستطيع الجزم بتحديدها !








    تم بحمد الله


    <
    التعديل الأخير تم بواسطة alharbee12 ; 01-10-2024 الساعة 10:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •