النتائج 1 إلى 6 من 6
  1. #1

    بيان الأغاليط (3)تحريفهم لـ(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق) على دوران الأرض

    .

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    ر ابط سابق :


    بيان الأغاليط (2) تحريفهم لـ ( لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا )








    قال تعالى :

    أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ


    قال بعض المتكلفين وصفق له تصديقًا وإعجابًا بعض الجاهلين !! : أن إبراهيم عليه السلام قال ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) ولم يقل ( الشمس تأتي من المشرق ) فيكون المعنى أن الله يأتي بالشمس بالنسبة لنا من المشرق ( يقصد في الظاهر لنا ) .


    وأقسم بالله لو أن الآية ( الشمس تأتي من المشرق فأت بها من المغرب ) لقال هذا المتكلف أن المقصود تأتي بالنسبة لنا وفي الظاهر لنا ، فلا فرق عند هؤلاء بين هذه وهذه، فلأن دوران الأرض ترسخ في أذهانهم يذهبون لآيات القرآن ويتكلفون .


    ثم أن في هذا التكلف طعن في فصاحة إبراهيم عليه السلام وفي قوة حجته، فإبراهيم عليه السلام في محاججة ومناظرة من يدعي الربوبية ولإثبات قدرة ربه، فهل يُعقل أن يقول له هذا المدعي الكافر: حدثني عن ربك وعن سلطانه، فيرد عليه ويقول له : الشمس تأتي من المشرق ؟!!

    هل هذه إجابة مناسبة في مناظرة حول ربوبية الله وقدرته ؟! وهل في مثل هذه الإجابة إثبات لقدرة الله وربوبيته، وقطع لهذا المدعي الكافر ؟

    بل سيطول الجدال منه فسيقول: إذًا الشمس تأتي من نفسها ولا قدرة لربك عليها! فكان من المناسب أن يقول (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق) لإثبات قدرة الله وليقطع عليه كثرة الجدال والحجاج ويبهته .

    فهل وصل الحال لهذه الدرجة! يُطعن في فصاحة الأنبياء وعقولهم وتُضعف حججهم من أجل إخضاع آيات القرآن لمثل هذه النظرية ؟!!


    ثم أن قول إبراهيم عليه السلام ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) أقوى دلالة وصراحة على أن الشمس مأمورة لله ومسخرة بأن تأتي من المشرق حقيقة ، من قول هذا المتكلف أن جملة ( الشمس تأتي من المشرق ) أقوى في الدلالة !


    نكمل توضيح النقطة الأخيرة لاحقًا ، ولذلك نقول :


    لنا لقاء بمشيئة الله .





    <


    .

  2. #2
    .





    تابع :



    المفهوم من كلام ذلك المتكلف أن جملة ( الشمس تأتي من المشرق ) أقوى في الدلالة على تحرك الشمس ودورانها حول الأرض من قول ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ) ، وهذا غلط !


    فالمقام مقام تحدي ومناظرة وإظهار قدرة الله سبحانه وأنه هو الرب المستحق للعبودية، وأن كل ما في السموات والأرض مسخر بأمره وتحت سلطانه ، فاستدل بحركة الشمس ومجيئها من المشرق على صحة اعتقاده.


    أي أن الله عز وجل هو الذي يأمر الشمس بهذه الحركة وهي مجبورة على تنفيذ هذا الأمر ، فإن كنت أيها المدعي الكافر صادقًا فيما تقول فمرها أن تخالف أمر الله .


    أما لو قال: ( الشمس تأتي من المشرق ) لوجد المؤمنون بالنظرية منفذًا وقالوا : هذه حركة ظاهرية كما لو كنت تسير في السيارة فإن نهاية الطريق تأتي إليك، فكذلك الأرض تدور فيظن ساكنيها أن الشمس هي من تأتي وتطلع وتشرق وتذهب وتغرب ، ويكون على هذا الرأي للمجادل باب وحجته لم تنقطع ( كما سيأتي بيانه بمشيئة الله ) !


    وأنا أقسم أن هؤلاء المتكلفون سيقولون هذا ! وربما يتعجب متعجب فيقول : كيف ولماذا تقسم ؟ فأجيبه :

    ألم يقولوا في قوله تعالى : فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ


    أن المعنى أنها تأفل في الظاهر لنا ؟؟ فهل تجد فرقًا بين جملة الشمس تأتي ، وجملة الشمس تأفل ؟

    فانظر إلى الهوى واعجب من صنيعهم في الإسلوب وتناقضهم ! جعلوه هنا ضعيف الدلالة وبحاجة إلى تأويل ، ولو قيل هناك لكان قوي الدلالة ولآمنا به !!


    فقول الخليل عليه السلام أقوى وأصرح في الدلالة، وردٌ على هؤلاء المتكلفين المهووسون بالنظرية ، وخصوصًا أنه عليه السلام كان في مناظرة ومحاججة وتحدي .




    ولكن لو قال هذا المدعي الكافر : يا إبراهيم ................




    لنا لقاء بمشيئة الله .


    <




    .



  3. #3
    .




    تابع :




    هذه النقطة وما يأتي بعدها مهمة جدًا جدًا ، وخطرة جدًا، وتحتاج إلى تركيز وتأمل، فنحن في هذا الموضوع لا يهمنا الكلام عن نتيجة المناظرة، بقدر ما يهمنا بيان تحريف المقدمة التي ترتبت عليها النتيجة !


    لو قال هذا المدعي الكافر : يا إبراهيم الأرض تدور بنا فنحن من يأتي للشمس، وليس ربك من يأتي بها ، أليست حجته قوية بناءً على هذه النظرية ؟ ألا يكون قوله أصدق وأصرح من قول الخليل عليه السلام عند الملاحدة ؟


    بلى والله إنها حجة قوية بناءً على هذه النظرية، عند هذا الكافر وأتباعه وأمثالهم من الملاحدة ، وأتحدى من يؤمن بهذه النظرية أن يقول غير هذا ، وهي بهذه القوة تكون قد أضعفت حجة إبراهيم عليه السلام ، وأتحدى هؤلاء أن يأتوا في ردهم على الملاحدة، بجواب قوي يُضعف من قول هذا المدعي ويُقوِّي وينصر قول الخليل عليه السلام !


    فلو فُرض أن من يؤمن بهذه النظرية من مسلمي هذا اليوم كان حاضرًا للمناظرة، فماذا عساه أن يقول؟ سيقول : إن إبراهيم- عليه السلام- يقصد ويقصد ويقصد ، ولكن هل ستبقى حجة الخليل عليه السلام بنفس القوة أم تكون قد فقدت قوتها ؟


    بكل تأكيد تكون قد فقدت قوتها لأن هذا الملك وأتباعه لن يلتفتوا لشرح هذا الرجل ، بل سيضحكون ويسخرون منه ! وبناءً على هذا لا يصدق على حجة إبراهيم عليه السلام أن يقال بعدها ( فبهت الذي كفر ) عند ملاحدة اليوم دون الطعن في إبراهيم عليه السلام ! وسيأتي توضيح هذا بمشيئة الله .


    فهل كلام الخليل عليه السلام في حجته بحاجة لمثل هذا ؟ بالطبع ، لا . فهي حجة صادقة واضحة وصريحة في البيان في كل كلمة ، وأن الذي كفر قُطع وبُهت ! وأنها غير قابلة للمعارض في كل كلمة منها على مدى الزمان .


    وربما يقول قائل : إن الخليل عليه السلام تكلم بما يفهمه الناس في ذلك الوقت، لذلك هذا المدعي لم يخطر في باله هذا الكلام، ولو كانت النظرية معلومة في ذلك الوقت لجاء الخليل عليه السلام بألفاظ تناسبه .


    فنقول: إن هذا الكلام غلط عظيم، لأن هذا معناه أن إبراهيم عليه السلام تكلم بخلاف الواقع ، وتبين لنا نحن اليوم أن حجة إبراهيم عليه السلام ليست صادقة في نفسها ( ليست مطابقة للواقع في حقيقة الأمر )، وأن الذي كفر بُهت لجهله وليس لقوة الحجة!


    وإذا افترضنا مثل افتراضك هذا، فسيؤدي للشك في كل ما أخبرت به الأنبياء ، فما يدرينا عن صدقهم في كل ما أخبروا به؟ ، فربما تكلموا عن البعث وعن النار من أجل تخويف الناس، حتى تنتظم مصالحهم ولا يظلم بعضهم بعضًا ، والحقيقة أنه لا يوجد لا بعث ولا جنة ولا نار .


    فمثل هذا الافتراض عن الأنبياء ، غلط عظيم ويترتب عليه مفاسد كثيرة من تكذيب للأنبياء وإبطال للشرائع .



    وقد يقول قائل : أن الكافر بُهت في أصل موضوع المناظرة وهو عدم قدرته على إثبات ربوبيته وعجزه عن التحكم في سير الشمس ، فأقول له :




    لنا لقاء بمشيئة الله .


    <


  4. #4
    .


    تابع :


    وقد يقول قائل : أن الكافر بُهت في أصل موضوع المناظرة وهو عدم قدرته على إثبات ربوبيته وعجزه عن التحكم في سير الشمس ، فأقول له :

    أنت تؤمن وجميع المسلمين يؤمنون بأن حجج الأنبياء وبراهين القرآن توجب التصديق بها لكل من حضرها أو سمعها، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يُقبل الطعن فيها أو في جزء منها من أجل ضمان سلامة نتيجة الحجة من الطعن !

    فعندما تناقش أحد الملاحدة في هذه الآية وترد عليه بردك هذا، فهذا يعني أنك تقر بتخطئة كلام إبراهيم عليه السلام عن الشمس، وتوافق من قال من الملاحدة ( بالمعنى ): أن إبراهيم نسب لربه فعلًا تبين أنه خطأ ! فالمهم عندك النتيجة النهائية للمناظرة، ولا تستطيع أن ترد على هذا الملحد ! وهذا في الحقيقة هروب متضمن للطعن في الخليل عليه السلام .


    الملحد سيقول لك : في هذه المناظرة لدينا أربع احتمالات في مسألة دوران الأرض :

    1- إما أن إبراهيم - عليه السلام - وخصمه لا يعلمان عن هذه المسألة شيئًا .

    2- إما أن إبراهيم - عليه السلام - لا يعلم عنها شيئًا بعكس خصمه .

    3- إما أن إبراهيم - عليه السلام - يعلم هذه المسألة بعكس خصمه .

    4- إما أن إبراهيم - عليه السلام - وخصمه يعلمان هذه المسألة .




    ونحن نقول ردًا على هذه الاحتمالات وبيانها لك :

    الأول والثاني : فيهما نسبة الجهل لإبراهيم - عليه السلام - ولا أظن أن مسلمًا يقول بهذا، وخصوصًا أن القرآن يقول: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ

    قبل حكاية المناظرة مع قومه التي نسب الأفول فيها إلى الشمس ، فالمسلم لابد أن يعتقد جازمًا أن إبراهيم عليه السلام كان يتكلم عن علم .


    الثالث: فيه أن إبراهيم - عليه السلام - تكلم بخلاف الواقع في حقيقة الأمر، وأنت تعلم ماذا يعني هذا القول، وهذا يُقال عن الرابع أيضًا، وفيه أن الخصم انقطع لجهله، فلو كان يعلم حقيقة الأمر لاعترض على كلام إبراهيم - عليه السلام - ولو من باب المغالطة والتشويش كما فعل في الإحياء والإماتة . وبيان هذا في :


    الرابع: قال علي منصور كيالي : أن إبراهيم عليه السلام طلب من الكافر أن يعكس دوران الأرض .





    ولهذا لقاء بمشيئة الله



    <



    .

  5. #5
    .




    القرآن إذا حكى الأقوال فإنه يأتي بألفاظٍ تعبر عن مقصود القائل تمامًا، وإن اختلفت لغته
    عندما نقول عن هؤلاء المحرفين أنهم يطعنون فنحن لا نتهمهم بالتعمد والقصد، ولكن نبين أن هذا ما يؤدي له كلامهم، فمن تبين له أن هذا يؤدي إلى الطعن فعليه أن يترك هذا الأسلوب.
    فنحن علينا أن نكشف ما تنطوي عليه هذه التحريفات من الخطأ والخطر .






    تابع :




    قال علي منصور كيالي : أن إبراهيم عليه السلام طلب من الكافر أن يعكس دوران الأرض .



    أقول : لا يستقيم هذا القول إلا إذا افترضنا أن إبراهيم عليه السلام والمدعي الكافر ، يقولان بدوران الأرض وأن لديهما علم بهذا الأمر .


    ولكن لو قلنا بهذا القول، فإن هذا فيه طعن في عقل إبراهيم عليه السلام وفي فطنته وإضعاف لحجته ، كيف ؟


    هذا القول فيه اتهام لإبراهيم عليه السلام بالعي وأنه لا يعرف كيف يعبر عما في نفسه، وفيه أيضًا اتهام لإبراهيم عليه السلام بأنه ضعيف في المناظرة وأنه أُغلق عليه وارتج فبدلًا من أن يقول : اعكس دوران الأرض ، طلب منه أن يعكس دوران الشمس !

    فإذا كان هو والكافر يعلمان أن الشروق والغروب نتيجة دوران الأرض ، فكيف يتكلم عن الشمس ؟


    ثم أن الآيات بينت وأوضحت أن هذا الكافر من أصحاب المغالطات ، فحتى لو فهم المقصد فإنه يتظاهر بعدم الفهم ويحاول تشتيت المستمعين بما يضعف الحجة !

    فعندما قال إبراهيم عليه السلام: ( ربي الذي يحيي ويميت ) بالرغم أن المقصود واضح، قال الكافر : أنا أُحيي وأُميت ! فتظاهر بعدم الفهم، ونقل المعنى إلى معنى آخر بقصد التشتيت .

    لكن الخليل عليه السلام تفطن لهذا، فلم يشرح له مقصده لأن مقصده كان معلومًا، وتبين له أن هذا مُغالط ويجادل حتى لو فهم المقصود، فجاء بلفظ صريح وبيان واضح لا يقبل المغالطة فقال: ( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب )


    فلو كان المطلوب أن يعكس دوران الأرض، لقالها بلفظ صريح ( اعكس دوران الأرض ) أو لقال كما يقول المهووسون بالنظرية ( فإن الله يرينا الشمس تأتي من المشرق فاجعلنا نراها تأتي من المغرب )

    فلو كان هذا المطلوب فإن الجملة التي قالها إبراهيم عليه السلام ليست صريحة، ولأستغلها هذا الكافر في المغالطة والتشتيت ، فسيسخر ضاحكًا كما يسخر بعض الناس اليوم ولقال: يا إبراهيم الأرض تدور وحركة الشمس حركة ظاهرية، فهي لا تأتي ولا يؤتى بها، وهذه حقيقة علمية ثابتة ..... إلخ !

    ولقال بعض أدعياء العلم منهم أن إبراهيم - عليه السلام - جعل المؤمنين به سخرية وأضحوكة !

    فهذه عادة أهل الباطل إلى اليوم فبمجرد أن يغلط أحد من أهل الحق في كلمة أو يفهموها هم فهمًا خاطئًا لرأيت السخرية والتهكم والضحك منه، بقصد التنفير عنه، بل حتى وإن فهموها فهمًا صحيحًا فإن وجدوا إمكانية للتحريف لفعلوا وسخروا آلتهم الإعلامية للسخرية والاستهزاء، ولا يمكن أن نعتقد في إبراهيم عليه السلام أن يترك لهم فرصة، فكيف وهو في مناظرة عن ربوبية الخالق؟!


    فتبين بهذا، أن هذا القول فيه طعن في الخليل عليه السلام وإضعاف لحجته ! ونحن نعلم أن إبراهيم عليه السلام أعلم من هؤلاء المهووسون بما يقول، وأنه أفصح لسانًا منهم .


    وكلامي هنا يتناسب مع كلا قولي علماء الأصول والتفسير ، فسواءً قيل أن إبراهيم عليه السلام انتقل من حجة إلى حجة أو قيل أنه عليه السلام طلب من الكافر أن يطرد دعواه، فلا يتعارض ردي هذا مع أحدهما، وإن بدأ في ظاهره مع القول الأول.



    لنا لقاء أخير بمشيئة الله



    <


    .

  6. #6
    .



    تابع :


    هذ اللقاء الأخير في هذا الموضوع وهي كلمة ختامية في عدة نقاط :

    1- على المسلم الذي يردد نظرية دوران الأرض، لمجرد أنها ترسخت في ذهنه منذ صغره، أن يعلم أن هذه النظرية إلى الآن لا يوجد عليها دليل علمي واحد، وإنما هي افتراضات .

    فلا ينبغي علينا أن نحرف كلام الله ورسله من أجل أن نصحح للغرب نظرياته وافتراضاته دينيًا !


    2- هذا الموضوع ليس عن مسألة دوران الأرض بخصوصها، وإنما هو لبيان أن الشروق والغروب نتيجة حركة الشمس حول الأرض، فحتى لو كانت الأرض تدور حول نفسها، فلا يعني هذا أن نلغي دلالة الآيات وننفي دوران الشمس حولها! فالشروق والغروب نتيجة لحركة الشمس !

    3- إبراهيم عليه السلام كان لديه علم بالفلك وكان قومه والعصر الذي عاش فيه لديهم علم بالفلك، فناظر قومه في مسألة الألوهية ، وناظر الملك الكافر في مسألة الربوبية، وأقام الحجة عليهم من خلال ما برزوا فيه من العلم ! وفي كلا المناظرتين أثبت الحركة للشمس ! في الأولى عن الغروب وفي الثانية عن الشروق .

    4- البعض يقول : جعلتونا سخرية وأضحوكة أمام الغرب لأنكم تنكرون هذه المسألة، وتظهرون الإسلام بأنه دين جهل وضد العلم، فنقول له :

    الغرب يضحك ويسخر منك عندما تمنع ابنتك من اتخاذ صديق، وتلزمها بالحجاب، ويضحك ويسخر منك عندما يراك تصدق بحديث ( إذا وقع الذباب ... ) ويضحك ويسخر منك عندما تقول من بدل دينه فاقتلوه، ويعتبرك وحشي دموي عندما تتكلم عن قطع يد السارق ، ويعتبر دينك دين التخلف والرجعية ، وأنت متخلف رجعي .... إلخ

    فهل ستطلق لهم ابنتك من أجل أن لا يضحكوا عليك ويسخروا منك، حتى تريهم أن الإسلام دين متفتح متحضر ( على حسب مقاييسهم )، وتنكر ما ثبت وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام، وتنكر الحدود حتى لا تكون متخلفًا رجعيًا في نظرهم ؟

    فالغرب سيضحك منك ويسخر حتى وإن وافقناك على تحريف القرآن العظيم وصحيح الحديث الشريف ، فليس اعلاننا عن موافقتك في هذه، بمانع الغرب من الضحك والسخرية منك واعتبار دينك دين التخلف والرجعية !


    5- يقول البعض أن مثل هذه الأخبار تندرج تحت : حدثوا الناس بما يعقلون حتى لا يُفتنوا !! فنقول له :

    هذا الأمر ليس لك، ولا يُقال لله ورسله، فليس أنت من يحدد موضع الفتنة وزمنها، وألفاظ الخبر ، فالذي خلق الخلق أعلم بهم منك، فهناك من أنكر البعث والإسراء والمعراج، وهناك من أنكر عذاب القبر والصراط والميزان والحوض ... إلخ

    أنكروها لأن عقولهم لم تستوعبها! فعلى من تضع الخطأ ؟ هل تضعه على المُخبِر أم على من أنكر الخبر ؟

    والعجيب أن هذا هو حالك اليوم فعقلك لا يستوعب أن تدور الشمس حول الأرض !! على الرغم من اعترافك بأن الله ورسوله خاطبا وأخبرا الناس بهذا الأمر ، فكيف عقلك لا يستوعب خطاب الله ورسوله في خبرهما هذا ؟!


    ثم أننا إذا أخذنا بقولك نكون قد فُتنا الآن! فلا ندري هل نأخذ بكلام الله ورسله أم نأخذ بكلام الغرب ؟ وبما أنه تبين لنا أن كلام الله ورسله ليس على حقيقته، فهل علينا إثم إن أنكرنا بعض ما أخبروا به وتبعنا الباطنية والقرامطة في إنكارهم للمعاد الجسماني؟


    مخاطبة الناس بما يعقلون ليس معناه أن تكذب عليهم وتخبرهم بما يخالف الواقع ، فعليك أن تنزه كلام الله ورسله عن هذا .





    تم بحمد الله .



    <





    .



ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •