.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رابط سابق : بيان الأغاليط ( 5 ) : تحريفهم للإخبار عن المستقبل بصيغة الماضي في القرآن
https://www.saudishares.net/vb/showthread.php?t=562021
بعد صور جيمس ويب ، خرج المهووسون بالحضارة الغربية وكعادتهم يتخوضون ويجزمون ، أن فهمهم هو مراد الله سبحانه وتعالى ! وأنا لا يعنيني من يقول بالاحتمال مع أنني أرى أنه خطأ، لكن يعنيني من يجزم وينسب كلامه للوحي ، فهذا يترتب عليه تكفير المعترض !
قال تعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}
يقولون بصيغة الجزم أن هذه الآية دليل على الانفجار العظيم !! مع أن كثير من المفسرين والعلماء حتى المعاصرين يرجحون معنى غير معنى أنهما كانتا متلاصقتين ببعضهما ! وفي موضوعي هذا لن أتطرق لمعنى الآية والأقوال التي فيها، فكتب التفسير متوفرة بحمد الله .
ولكن دعونا الآن نبين لكم حقيقة النظرية مع ظواهر القرآن :
تقول النظرية : أنه بناءً على هذا الانفجار ، تشكلت الشمس قبل الأرض ، وأن الأرض تشكلت من خلال عملية التنامي الهارب نتيجةً لتشكل الشمس، واكتملت الأرض خلال 10 - 20 مليون سنة !
وظاهر القرآن : أن الأرض خُلقت قبل السماء وما فيها والذي من ضمنه الشمس ، يقول ربنا سبحانه وتعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
ويقول سبحانه : قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وقال سبحانه : أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا .
فالأرض خٌلقت أولًا ثم خُلقت السماء ، ثم دحيت الأرض بعد خلق السماء وما فيها . وفي صحيح البخاري أن ابن عباس رضي الله عنهما سُئل عن هذا بعينه فقال : وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ، وَدَحْوُهَا: أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا المَاءَ وَالمَرْعَى، وَخَلَقَ الجِبَالَ وَالجِمَالَ وَالآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ .
الأتباع الجهال لا يعرفون كل هذا، ولا يعرفون الأقوال في الآية، ولا يعرفون حقيقة النظرية ، لكن ربما يكفروك لأن شيوخهم أدعياء المعرفة بالإعجاز العلمي قالوا لهم : أن كلام الكفار هذا هو الوحي يقينًا !!
بل أن زغلول النجار قال أحد الأقوال ونسبه للمفسرين ثم قال : هذا كفر !!!! فهو يعلم أن هذا مذكور في كتب التفسير ومع هذا أصدر حكمه بأن هذا القول كفر . فلا تستغرب أن الجهال يكفرون القائل على التعيين إن أنكرت ما يقوله أدعياء المعرفة بالإعجاز ! وفي لقاء قادم بمشيئة الله سنبين لماذا قال زغلول النجار هذا الحكم .
لنا لقاء بمشيئة الله
<