.
للفائدة : التقسيم هو تقسيم اعتباري ، وإلا فالتوحيد من حيث هو فهو وحدة واحدة ، فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ! وهذين المصطلحين معروفين قبل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وسبحان الله أمس زرتُ أحد المنتديات فدخلتُ أحد المواضيع ، فوجدتُ أحد الجهال أصحاب الجهل المركب ، يقول : أن الشيخ ابن تيمية رحمه الله هو من اخترع هذا التقسيم وتبعه الشيخ محمد بن عبد الوهاب ! ثم يقول لمحاوره :
هات لي قول بسند صحيح لأي صحابي او إمام او عالم من القرون الثلاثه الاولى
قال بتقسيم التوحيد الى الثلاث اقسام
وصاحب الجهل المركب دائمًا يكون أحمقًا ، فهذه حماقة ! ، فلا الصحابة ولا التابعين كانوا يقولون شروط الصلاة وأركان الصلاة وواجبات الصلاة ، ولا يقولون فاعل ومفعول به وفتحة وضمة وكسرة ، ونحو ذلك . فالمصطلحات والتقسيمات أوجدها العلماء من أجل التسهيل والإيضاح ، أما معانيها فهي موجودة ويقوم بها المسلم .
جدتي وأمي رحمهن الله لا يعرفن القراءة ولا الكتابة ، ومع هذا يقمن الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها ، ولا يتخلف عندهن منها شيئ ، ولو سألتُها عن هذه المصطلحات لم تعرف منها شيء ولن تميز هذا عن هذا .
فتقسيم التوحيد هو في نفسه موجود ، ماذا فعل العلماء ؟ أظهروه فقط بهذه المصلحات ، فعندما جاء من يصرف عبادته لغير الله، ومن يعتقد أن هناك من له القدرة على الخلق غير الله ، قالوا : على المسلم أن يفرد الله بأفعاله ولا يعتقد أن هناك من يشاركه سبحانه فيها ( الربوبية ) . وعليه أن يصرف أفعاله ( عباداته ) لله وحده ولا يُشرك معه غيره ( الألوهية )
فلو سألنا هذا الأحمق : هل أنت تقول بأن من يخلق ويرزق ويتصرف في أمور الكون، واحد لا شريك له ! سيقول : نعم .
ونسأله : وهل أنت تصرف عباداتك لواحد لا تشرك معه أحد ؟ سيقول : نعم . فهو في الحقيقة مثل جدتي وأمي رحمهن الله من حيث عدم علمهن بهذه المصطلحات ، فمعانيها موجودة عنده ويطبقها لكن يسمع بالمصطلح ولا يعرف معناه ، ولكن جدتي وأمي رحمهن الله لم يسمعن بهذه المصطلحات ولو سمعنها سيفهمنها ولن تُشكل عليهن، بينما هذا سمعها ولم يفهمها مع أنه يطبقها !!!
مثل مصطلح الأصول الثلاثة ، كثير لا يعرف هذا المصطلح ولو تسأله ما الأصول الثلاثة لا يعرف الجواب . لكن لو تسأله عن أي شيء تُسأل في قبرك ؟ لأجابك على الفور : عن ربي وعن نبيي وعن ديني ! فهو يعرف هذه الأصول ويعرف أهميتها لكنه لا يعرف المصطلح الموضوع لها !
<
.